نتألم لأجل الحلم
الجمعة 02 نوفمبر ,2018 الساعة: 08:58 مساءً

أردناها بلادا فيها دولة قانون ومساواة وفيها مواطنة للجميع واستلهمنا الفكرة من الضمير الكوني التواق الى الحرية، من تجارب الآخرين ومن النموذج الامريكي والأوروبي في بناء الدولة الوطنية وارساء الديمقراطية وحرية الضمير. فإذا بالأمريكان وبعدهم الأوروبيين يوصون بتقطيع أوصالنا طائفيا ومناطقيا.

 

نحن الذين نتألم ونكابد الحرب لأجل الحلم اما هم فقد سئموا الحرب لا أكثر. وبما أن تطلعاتنا لا تعنيهم وكذلك معاناتنا فان مصيرنا ليس اكثر من ضجيج يجب إسكاته.

 

بحت أصواتنا ونحن نفول اننا نواجه جماعات تتنافى في تكوينها وعقيدتها مع ابسط قواعد الحق الانساني وهو هي قاعدة المساواة. جماعة ترى نفسها شريفة ونحن مشروفين ولها حق من الله بحكمنا وعلينا طاعتها. لكن وجدوهم اصليين ونحن الزائفين.

 

زائفون لأن من يمثلنا لا ينتمي إلينا ولا الى أوجاعنا الا بقدر ما ستحقق له من مكاسب. لان من يمثلنا اغترب عنا، وعن واقعنا وتعالى علينا.


اما رفاق النضال فقد تاهت بهم السبل وارتهنوا لغير البلاد او جعلوها سلعة للمزايدة في أسواق وأثمان الغير. يمتدحون الممول يهتفون باسمه اكثر مما يفعل. مخصيو الخيال يفاخرون بفحولة ونجاحات اسيادهم .

 

اما مرضى الضمائر والكارهين لأنفسهم وهواة الدم والذم والتنكيل، خفيفو العقول فلا حديث عنهم.

" يجب ان تتوقف الحربً وان تشرع الاطرافً في مفاوضات بعد ثلاثين يوما". هذا الخطاب الحاسم موجه للحكومة فقط. لانها في احضانهم ولانهم قادرون على ممارسة الضغط عليه. اما الحوثيون فلن يمسهم شيئا. لم نجد خطابا حاسما كهذا رغم القرارات الاممية ورغم ثلاثة سنوات او اربع من الحرب.

 

جعلتنا هذه الدولة ومعها قضيتنا في هشاشةً وخيبة وذل لا نحسد عليه بسبب تهاونها وفسادها وعنصرية ومناطقية معظم اركانها. ولانها غير صادقة مع نفسها ومع شعبها ومع حلفائها فقد نلنا من الخذلان ما لم نكن نتوقع.

 

مدن محاصرة والسلاح والمال مكدس.

جرحى يموتون وتتعفن جراحاتهم ولا نصير.

شعب يموت جوع والطعام بايديهم.

وتلاميذ بلا مدرسة ولا مدرس فتختطفهم جبهات القتال.

أمراضه تحصد الآلاف والدواءً ممكن.

 

وهكذا صرنا صورة للمجاعة والفقر والمرض والارهاب وتاهت قضيتنا وتطلعاتنا وكل احلامنا.


*نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك


Create Account



Log In Your Account