إرحلوا وخذوا معكم قائد الطابور الخامس !
الأحد 25 نوفمبر ,2018 الساعة: 09:17 مساءً

عندما كتبت عن ضرورة رحيل محافظ تعز، وكل القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة، للخلاص من حالة الإحتقان والإشتباك السياسي العبثي،أطلق المحافظ الكندي كلابه ليشتموني.

خذوها من الأخير: لن تهدأ تعز ولن تتحرر وهذا الرجل على رأس المحافظة.

لم يسبق لأحد في تعز أن تورط في إثارة النعرات المناطقية والقروية في الصراعات السياسية بالمحافظة قبل هذا الكائن.

حاول عفاش بكل طائفيته ودمويته ودهائه ففشل،وحاولت مليشيا الخراب الطائفي أيضاًً ففشلت.

 

لكن هذا الرجل يحرز نجاحاً قذرا في هذا المضمار، رغم أنه محدود للغاية!

 

أنفق الملايين من أموال المحافظة لتشكيل هيئة قروية لإحداث إنقسام كبير في تعز ، وأوعز لدروايشه  إخراج الناس تحت لافتات مضللة وترفع صوره، ففضحه البيان النتن.
الجيد: عندما اكتشف البعض لعبته البائسة، تركوا كيانه المسخ وأعلنوا براءتهم منه.

 

يخطط رجل الإستخبارات لإقتتال تعزي تعزي حقير، وقد بدأت النذر بتلك العبارات المناطقية العفنة.

لا يكترث أن تحترق تعز بكل من فيها ولا أن يموت الناس مخنوقين بأشلاء بعضهم، فعائلته في مأمن ومصالحه يفصلنا عنها آلاف الأميال.

تجارته مؤمنة هناك في كندا، وشركاته التي كونها في زمن هيئة مياه وكهرباء الريف وأموال البنك الدولي، تنشط في البلد المزدهر الكبير ووضعها جيد.

أما قصره الفخم في تعز، المبني على الطراز الأوروبي في بعض مكوناته، فآمن ويقع في مناطق سيطرة الحوثيين، وسيكون آمناً أكثر عندما تتوقف المعارك بشكل نهائي مع الحوثيين وتشتعل داخل المحافظة!

قال قبل فترة، لسياسيين: تعز ليست بحاجة للتحرير ونحن مقبلون على تسوية. 
من أجل ذلك يريد صهر " العرشي" أن تصل تعز الى التسوية وقد أصبحت هباءً.

 

هذه الممارسات ليست مقطوعة الصلة أويتيمة.

لا تنسوا تلك الإهانات البالغة لأفضل من أنجبتهم تعز،عندما كان يصف عائلات الشهداء بالطابور الخامس.

كانت تلك إشارات واضحة عن أجندة الرجل الذي جاء للإنتقام من تعز وتنفيذ أوامر أسياده الذين ضغطوا لتعيينه محافظا.

 

كان يصم تلك العائلات النبيلة بتلك التهمة، كإسقاط نفسي للحالة التي يعيشها في الواقع، حيث يعمل قائداً حقيقياً،للطابور الخامس الذي يعمل لضرب تعز من الداخل، وهو سليل عائلة 3 أرباعها حوثيين.

 

هذا الرجل ليس أكثر من مشعل حرب داخلية ومحرض فتن ، يستخدم كل طاقته وقدراته الشيطانية فقط لإيذاء تعز.

 

هذا لا يعني أن الآخرين جيدين،لكنني لا أستطيع المقارنة بين من حمل السلاح منذ اللحظة الأولى لمواجهة المليشيا الطائفية للذود عن كرامة المحافظة وبين رجل أعمال طفيلي كان يلعب موتوسيكل كمراهق في مونتريال، ويلتقط الصور جوار الحسناوات في موسكو، بينما تعز تنزف.



مع ذلك، قادة الجيش، لم يعد لديهم ما يقدموه.

فعلوا أشياء جيدة في معركة لا يمكن محوها من ذاكرة الأجيال بسهولة، واقترفوا الكثير من الأشياء السيئة التي تمضي في محو كل شيئ جيد!

 مع حالة الإنفلات وفوضى أفرادهم التي تقلق سكينة الناس، يعتبر بقاءهم في مواقعهم أمراً بالغ السوء على تعز.

بعد التأكد ،من خلال التجربة، بافتقادهم لشخصية القائد العسكري الحازم ،المنتمي للناس، والجريئ، يجب أن يرحلوا.

 

تعز تحتاج بشدة الآن لقائد يجمع كل الجهود والقدرات لتوجيهها نحو العدو، لا هذا البهلوان الذي يتلاعب بالمكونات والتشكيلات مستغلاً موقعه على رأس السلطة المحلية، ويريد من الجنود توجيه السلاح الى نحور بعضهم.

 

علينا أن نتذكر تلاعبه بالحملة الأمنية داخل المدينة،كيف كان يوجه الأوامر ثم يعقبها بأوامر مناقضة بالإنسحاب، كيف يدفع بالجنود للتضحية ثم يبيع دمهم في اللحظة التالية!

 نتذكر كيف زج بالجنود قبل أشهر الى المحرقة وحين ذُبح 5 منهم بعد إختطافهم على يد الملثمين،كان يشكل لجنة تحقيق عبثية لمعرفة الفاعل وهو في طريقه للنزهة في القاهرة!

علنياً،كان يزعم عدم معرفة الفاعلين ومن تحت الطاولة يرسل رجاله الى الملثمين  للسماح بانتشال جثث الجنود المغدورين، وانتهت الحفلة ببيان إشادة بالكتائب التي ذبحتهم !

 

هكذا كان يتصرف رئيس اللجنة الأمنية المفترض بالمحافظة حيال تضحيات أفراد ذهبوا لتنفيذ توجيهاته، فهل يصلح هذا قائدا لمحافظة تعيش أقسى محنة في تاريخها؟

كتبتُ عن ذلك في عديد منشورات وقتها على تويتر، وقلت بشكل واضح : الرجل يتلاعب بالحملة الأمنية وبدماء الأفراد ويخوض معركة غامضة تخصه.
 

تعز تحتاج لمن يضمد جراحها ويلم شتاتها، يوظف طاقتها الهائلة لإنجاز تحولات ميدانية وخدمية جنباً إلى جنب وليس "دجالاً" وظيفته إثارة الإنقسامات وتبديد أموال المحافظة لخلايا الدعايات الهابطة وبائعي المنشورات ودراويش مجالس النميمة، وطلاء بعض الرنج!

 

تعز بحاجة ماسة وشديدة لقائد يعرف جيداً كيف يساعد المحافظة على تخطي محنتها، يضغط على الجروح المثقوبة، لإيقاف نزيفها وليس ثقب جسدها ،المثخن، بالمزيد من الجروح وزيادة التشظي ودفع المحافظة للإقتتال !

منذ متى كان أبناء تعز يضعون أيديهم على قلوبهم خشية الإنزلاق لاقتتال مناطقي؟

 

لم يحدث في تاريخ تعز القديم والحديث مثلما يحدث الآن، حيث يقف الناس فاغري الأفواه خوفا من إشتعال معارك جانبية بصبغة مناطقية، بدأ التحضير لها بشحنات سلاح مشبوهة، وهيئات وكيانات قروية.

هل حدثت لأن هذا الرجل جيد ويقوم بمسؤولياته كما يجب؟

 

لا تدعوا جرافة يتيمة شقت بضعة أمتار في شارع، تخدع أبصاركم، فالرجل عملياً يشق قلب المدينة ويحفر قبراً للجميع فانتبهوا !

 

تذكروا أنه لم يفوت فرصة لدفع الجميع الى المحرقة.

فعند كل احتكاك بين ألوية الجيش ،كما حصل في التربة مثلاً، كان يستيقظ ليلاً ليوجه الأوامر"العملياتية"كقائد عسكري على الفور، ليس للجهات المعنية بل لوسائل الإعلام والناشطين ، لصب الزيت على النار لزيادة الإحتقان وتفجير المعارك !

 

هل هذا تصرف رجل دولة مسؤول يعرف معنى أن يريق رفاق السلاح دماء بعضهم والعدو يحاصرهم؟

 

الواقع أن وضع الجيش مزري، لكنه جيش بالحد الأدنى، تشكل وسط الحرب وسيحتاج وقتاً للإنسجام بين تشكيلاته متعددة المشارب والاتجاهات.

جيش يحتاج خطة وإرادة لصهر أفراده وإعادة تأهيلهم بصورة تجعلهم جيشاً حقيقاً ولاؤهم الأول والأخير للبلد.

 

يعتمد الأمر على وضع قادة مناسبين وأقوياء، يتحلون بالنزاهة،على رأس تشكيلاته وخطة دمج فاعلة تمزج التشكيلات ببعضها وإعادة هيكلتها بشكل كامل.

 

الوقت المثالي لتنفيذ هذه الخطة ليس زمن الحرب، ويجب أن تكون وطنية وشاملة يخضع لها الجيش في كل مكان بالجمهورية، لأن نفس المشكلة القائمة في تعز لها أشباه ونظائر في مناطق أخرى.

 

إذا كانت مشكلتنا في تعز التجاذبات السياسية في بنية الجيش فإن مشاكل المناطق الأخرى مناطقية وقبلية وهلم جرا..

الواقع أن هناك نواة جيش حقيقي،من المفترض أن يأخذ تعليماته من قيادته العسكرية، أياً كانت المآخذ عليها، في ظل الحرب، والجميع يخضع لأوامرها.

أيّ مخالفات، هناك جهات عسكرية مفترضة هي المعنية بضبط الجميع، وليس منصات التواصل الإجتماعي وناشطي الدفع المسبق.

 

في تعز هؤلاء القادة الذين عجزوا عن الإلتزام بالقواعد العسكرية وفشلوا في ترتيب وضع الجيش وقاعدة بياناته وعسكرة منتسبيه،والاحتكام للقوانين العسكرية المنظمة في حدها الأدنى، وجب تغييرهم بصورة ملحة.

 

القادة الأمنيين الذين فشلوا في تأمين حياة الناس في المدينة والمناطق الخاضغة للشرعية في المديريات وبقية المدن،من بلطجة كائنات غزوان ومن على شاكلته، يجب أن يرحلوا.

 

إذا أردنا أن تقف عربة البارود التي يدحرجها محمود من مكاتب شركاته في كندا، وبعث الأمل في نفوس الناس والإستعداد لمعركة حقيقية لاستكمال التحرير، فلن يحدث ذلك الا بإقالة متزامنة للمحافظ محمود والقيادات العسكرية والأمنية.

 

تعز غير مرغوبة من التحالف وهو لايريد مشاهدتها تتحرر، لذلك جاءوا بمحافظ يجيد صناعة التمزق ولديه الإستعداد لدفع كل الأسباب مرة واحدة لإشعال المعارك بين رفاق السلاح من قرية إلى أخرى.

 

من أجل تضليل الناس أطلقوه من منصة وكالة الأنباء الإماراتية حصريا، يقرأ بيان "عملية التحرير" وكأنه سيخوض معركة تحرير طنب الكبرى وأبو موسى وليس تعز اليمنية!

 

لأنه كان يمثل دوراً كمهرج رُسم له مسبقاً، أتحداه أن يخرج على الناس ليخبرهم عمّا إذا كان التحالف قد أقر وقتها خطة للتحرير أو دفع بعتاد التحرير المفترض الى الجبهات.

 

كان البيان الطعم، ثم صار المحافظ مختصاً حصرياً بشؤون الأشغال والمقاولات وصرف مخصصات إعادة تأهيل المباني،والمجيئ بأقارب ومحاسيب وتعيينهم في الضرائب والجمارك.

 

بقرار واحد عين 60 شخصاً في مختلف فروع مصلحة الضرائب بالمحافظة،أكثر من ثلثهم مستشارون لمأموري مديريات،وعين شقيقه العفاشي مديراً لمديرية المخا، وأشعل مشكلة بإزاحة مقاومين على رأس مديريات أخرى والمجيئ بشخصيات مشبوهة!

 

هذا الرجل كارثة حقيقية على تعز ، وخطير، لأنه يصنع لنفسه وهماًً مضللاً بأنه المخلص، مستغلاً آلة دعائية مسنودة بإعلام حلفائه الإقليميين وتمويلاتهم بينما هو يلف الحبل على رقبة تعز لشنقها بأمعاء أبنائها!

 

لن تتحرر تعز إلا بقائد صارم ،شجاع، نزيه وصاحب قرار، يمثل تضحيات تعز ، قائد يتشمم آثار خطوات شهدائها ليتطهر من كل نزوة أو لحظة تفكير شاردة عن همها ووجعها.

قائد يستطيع أن يصهر كل هذه الطاقات الجبارة للمحافظة، التي تقوم مقام القلب لجسد البلاد، في بوتقة واحدة، لصناعة ملحمة تحرير حتى لو كانت رغما عن التحالف.

 

على الرئيس هادي أن لا يطيل الفرجة، على وضع تعز المتفجر، وأن يحسم أمره ليختار محافظاً وقادة بدلاء أكفاء وأفذاذ.
قادة يلبسون أكفانهم عوض البزات، ليقيموا أسس الدولة وفرض هيبتها بحزم وصرامة، فالدول لا تقوم بالمراضاة ومقصات الرواتب، ولا بالدجالين وساسة الفتنة.

 

للحديث بقية ..


Create Account



Log In Your Account