مازن البذيجي .. الملاك الحارس وأول شهداء فبراير تعز الثورة
الإثنين 11 فبراير ,2019 الساعة: 05:09 مساءً

في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام، كان الشاب مازن البذيجي يستعد للالتحاق بركب ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية في تعز، فكان فاتحة لتضحيات الثورة و أول شهدائها ليلتحق بركبه نحو 2000  شهيد في سبيل الإطاحة بأسوأ نظام فاسد.

 

ينحدر مازن سعيد عبده البذيجي من قرية "الزوق" بمديرية الشمايتين جنوب محافظة تعز.

 

 التحق بمدرسة "الإنقاذ" الابتدائية - في ذات القرية - وواصل تعليمة حتى الصف الثاني الإعدادي في معهد أبي هريرة العلمي في عزلة "بني محمد".

 

 تحت تأثير الفقر وسوء الوضع المعيشي ومعاناة الأسرة اليمنية المكافحة، اضطر مازن لترك دراسته، كونه  الإبن الأكبر الذي يجب أن يساند أسرته وتحمل  أعباء الحياة إلى جانب والده، لإعالة الاسرة.

 

 غادر "مازن" مسقط رأسه وولى وجهه نحو المدينة للبحث عن العمل وخوض معركة مضنية للبقاء،واقفا كيمني صميم يأكل من كد يده.

 

بعد عناء ومشقة كبيرة، عثر "مازن البذيجي" على وظيفة عامل بناء إلى جانب العمل ليلاً على حراسة المباني التي يعمل فيها طيلة النهار، كان ذلك يساهم في تأمين لقمة عيش كريمة بالحد الأدنى له ولأسرته.

 

بالتزامن مع انطلاق شرارة ثورة 11 فبراير في تعز التحق "مازن" بالجموع الشعبية وأختار الالتزام بالمسار الثوري والتغيير والانتصار للحرية والعيش بكرامة.

 

تذكر الروايات أن الشاب مازن البذيجي وصل ظهيرة 18 فبراير 2011 ، إلى ساحة الحرية بمحافظة تعز، وأدى صلاة الجمعة فيها  - أطلق عليها آنذاك "جمعة البداية"- وأضطر العودة إلى منزله لإيصال والدته إلى بيت خاله، الا أن رغبته للعودة إلى الساحة، كانت كبيرة للغاية في هذا اليوم.

 

في الثانية والنصف بعد ظهيرة تلك اليوم (الجمعة)، وقف "مازن" مع ثلة من الشباب في جولة الصفوة (وسط ساحة الحرية) وبالمقابل كان نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وادواته الشريرة من زبانية القمع يشحذون أسلحة الغدر بالثوار.

 

عند الثالثة عصراً من جمعة 18 فبراير، وصلت سيارة مسرعة إلى أحد مداخل الساحة، وكان على متنها بلاطجة كانوا قد أعدوا لهذه المهمة الإجرامية ودبرت الخطة بليل ولؤم.

 

تبين لاحقا أن عصابة الإجرام تتبع حمود الصوفي، ذراع صالح في تعز، ومحافظها آنذاك، ومن ضمن المتورطين أحد أقربائه.

 

كانت العملية إيذانا بإطلاق ما عرف لاحقا بعصابات البلطجة التي قتلت الكثير من الارواح وسفكت الكثير من الدماء.

 

القى المجرمون بقنبلة يدوية وسط جموع الساحة المكتظة بالآلاف، كانوا عازمين على إلحاق الأذى بأكبر قدر من الارواح النبيلة التي خرجت بحثا عن ضوء في نفق نظام المخلوع المعتم.

 

 قبل أن ينتبه الجميع اندفع "مازن البذيجي" بسرعة محاولا إبعاد القنبلة بيديه ويصرخ في الثوار : انبطحوا انبطحوا.

 

على مسافة فاصلة من الموت، أمسك "مازن" القنبلة بيديه لتنفجر به على الفور وكان يفتدي رفاقه بروحه ليسقط مضرجا بدمه.

 

كانت دمه الزكية بمثابة ملاك حارس ظللت رفاقه كغيمة وأشعلت فيهم روح الثورة ليواصلوا مشوار الحرية والضوء.

 

سقط مازن كأول شهيد للثورة في تعز، تاركاً للشعب والأرض قصة بطل وهب روحه فداء للحرية والكرامة، القصة التي مازالت تكتب في الجبهات وتصارع للتشبث بقيم فبراير وموجاتها مستمرة كي تصل.


Create Account



Log In Your Account