لنكن شركاء في بناء ثقافة الحياة
الأحد 17 مارس ,2019 الساعة: 10:50 مساءً

حادثة نيوزيلاندا الإرهابية تقتضي اعادة النظر في الفكرة وليس التشبث بالجغرافيا.

الاسلام صار ومنذ زمن اكبر من الجزيرة العربية ويتجاوز القوالب المتداولة حول الوهابية او التيارات الدينية الجهادية الشيعية. العالم الاسلامي يمتد من إندونيسيا الى مالي وبينين وغامبيا. ومن كيب تاون حتى تخوم موسكو في العالم القديم. بالتالي هناك تنوع وتعدد.

 

والغرب لم يعد اوروبا الاستعمارية. كانت سارة بالين مرشحة منصب نائب الرئيس من الاسكا وهي محافظة ترى ان حروب امريكا مقدسة وظهر برينتون تارنت في نيوزلاندا وقد تأثر بالنرويجي اندرس بريفيك.

 

ومثله الإرهابيون الإسلاميون، نجد ان عمر فاروق النيجيري قد تأثر باليمني الامريكي انور العولقي او الاخوان كواشي الفرنسيين.

نحن في عالم شبه مفتوح والحدود الوهمية بقدر ما تبدو قاسية ولعينة فإنها رخوة جدا.

 

تتجول الافكار السامة والحميدة. ولا جدوى من اختزال الجغرافيا ووصم فئة من الناس بالتخلف او الارهاب او طبعهم بالرقي والتحضر.

الأشياء كلها نسبية ونحن في كوكب واحد. تلعب بنا السياسات القذرة ويلهو بنا الهواة المغامرون. ويلجأ ضعاف النفوس الى الكراهية.

 

صرنا امام حقيقة واضحة: اما ندعم التعايش وننقح افكارنا من العداوات المقدسة وادعاءات التفوق او نغرق في حمامات دم المتطرفين من كل لون.

 

يأتي الدور على كل ثقافة على حدة في بذل جهد حقيقي في تهذيب الافراد داخلها وتنظيفهم من عداوات تاريخية وتوهم المؤامرات. وهذا جهد يأتي من داخل الثقافة اولا وبقناعة ونقاش قبل ان تستحوذ عليه التيارات السياسية لتفسد التنوير وتصنع ديكتاتوريات باسمه.

 

قبل ان ننتظر من الاخر ان يعالج قانونيا معاداة الاسلام علينا ان ننفخ سرديتنا وان نعيد موضعة صراعاتنا في مواضعها الحقيقة، صراع مادي لا دخل للسماء فيه هو وليد شهواتنا نحن. كنا غالبين وصرنا مغلوبين ولكل حال علة وسبب.

 

المعلوم ان الظواهر السياسية والاجتماعية مقعدة وتفسيرها او ربطها بمتغير وحيد أوحد هو عجز واتكال ذهني وتقاعس عن الفهم وإصرار على الغباء.

وكذلك تكون النتائج. فلا الارهاب شأن اسلامي حصرا ولا تخلو الثقافة والمجتمعات الاسلامية منه.

 

كماً ان التقدم الحضاري هش وقابل للنكوص لان هامش الشك واللايقين كبير. ولا يجمع الناس على امر.

تبقى الحياة هي اقدس الاقداس. وأولى الواجبات هيً هدم ثقافة الموت والانتحار  وعلينا ان نكونً شركاء في صنع الحياةً وان نطلب من الاخرينً ان يكونوا شركاءنا في مكافحة ثقافة الموت لا ان يساندوها باسمً الاقليات او الانتهازية السياسية.

 

*نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account