سربال الله!!
الخميس 20 يونيو ,2019 الساعة: 08:06 مساءً

قديماً ثار المسلمون ـ أو بعضاً منهم ـ ضد حكم عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ واعتصموا حول قصره لأكثر من (40) يوماً، تدخل حينها عدد من كبار الصحابة وطالبوا الخليفة بالاعتزال، حقناً لدماء المسلمين، إلا أنه رد عليهم: (ما كنت لأخلع سربالاً سربلنيه الله)، وكان ثمن تعنته ـ غفر الله له ـ حياته.

 

قبل ست سنوات من الآن، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناصحاً نضيره المصري الرئيس محمد مُرسي: (أهرب من الديمقراطية إلى الديمقراطية)،  قاصداً بذلك دعوته لإجراء انتخابات مبكرة، إلا أنه رد عليه بنفس رد (عثمان)، ولكن بأسلوب مُختلف، مصوراً نفسه بـ (حامي الإسلام)، الساعي لتطبيق شرع الله، الرافض للدنية في دينة، خاتما مسيرته بخطاب مُطول، مُستدلاً بالكثير من الأيات القرآنية ـ سبق وكتبها بورقة صغيرة وهو الحافظ لكتاب الله ـ قائلاً بالفم المليان: (إن شرعيته ثمنها حياته)، وفي النهاية كان له ما أراد.

 

(مُرسي)  ـ رحمه الله ـ كان عاطفياً حد السذاجة، نواياه طيبه، لم يُجيد السياسة، ولم يدرك ألاعيبها، عمل خلال فترة حكمه القصيرة على إرضاء (آل سعود)، والتقرب منهم، فكانت نهايته على أيديهم.

 

 كما قام بتعين عبدالفتاح السيسي وزيراً للدفاع، لأنه ـ حد وصفه ـ يصلي الضحى بانتظام، وبجبهته سجدة مستطيلة بدأت تظهر على استحياء، فكانت ـ أيضا ـ نهايته على يديه.

 

(مُرسي) منذ البداية لم يكن صالحاً لإدارة مدرسة، فما بالكم برئاسة دولة، الأمر الذي شجع المتآمرين والمتذمرين للانقلاب عليه، والقضاء على حكمه، وارتكاب جرائم شنيعة في حق مناصريه وأعضاء جماعته.

 

رحم الله الرئيس محمد مرسى، وغفر له، وانتقم من المتآمرين عليه وقاتليه شر انتقام، وأقصد بذلك ثلاثي الشر (آل سعود)، و(عيال زايد)، وكلبهم (السيسي).


Create Account



Log In Your Account