ضنك السياسة والمحمومة تعز..
الجمعة 15 نوفمبر ,2019 الساعة: 10:56 مساءً

ليست وحدها حمى الضنك تفتك بتعز المدينة وتعز الحاضرة وتعز المنكوبة وتعز الحرب وتعز الحصار وتعز المغلوبة على أمرها بل هناك أكثر من حمى تلاحقها، فبين حمى السياسات المغردة خارج السرب إلى حمى تحريضية تربك السرب ذاته وحمى تأويلية مشبعة بتكهنات لتشاؤمية حزبية تركت الواقع السياسي ومشروع معالجته واتجهت بمفردها إلى واقع الظل أو الضد وكلاهما بالنسبة لتعز الواقعية جدا نكسة رغم تصلبها المستميت في معالجة كل الحمى سواء وراثية أو مكتسبة أو كردود فعل وفي الغالب غريبة أطوار لانها تشكلت من وقع الظل وإيقاعات الضد الذي لم يعد يهتم بمشروعيته كحامل موضوعي ولا حتى بمستقبله كحد أدنى، فقط اقتنع بحالته الحمية والتي ستزول بالمعالجة، وإذ لم يحصل ذلك سينتهي بانتهاء جسد تعز كأسوأ أحوالها.

 

أشياء كثيرة تجعلنا نثق أن تعز ستتعافى من كل حمى الضنك ومن أغلب الثقافات الحمى سياسيا وإعلاميا وأخرى بكل أعراضها وستتجاوز المأزق الشائك بكل ثقالات الحمى وتعقيداتها المرضية بعيدا عن الحالة الضدية المبررة لدى الجميع، رغم سوء التصرف النخبوي الطبيب من يسطيع المعالجة أو يقترحها على الأقل إن لم يبادر هو بها من أجل تعز كمشروع جامع وكمظلومية هي جزء من معالجة وحل مستقبلي مرتبط بوضعها ضمن خارطة التوازنات المضمونية أو المعادلات السياسية، أو تعز كوحدة موضوعية تكتمل فيها كل مزايا النص الوطني الجامع لطموحات الناس ورؤية اليمن وأنموذجية الدولة الاتحادية التي لن تستثني منها تعز -المحمومة حاليا- لاعتبار مدني وتحضر سياقي جماهيري متفاعل متفائل لن ينجر غدا لتصادمية وإحباطات الكانترول.

 

لإنقاذ تعز من كل الحمى يلزمنا إنقاذها حقيقة بمزيد من المعالجات التوافقية سياسيا وحزبيا، وبأنواع مصلية من عقاقير تعايشها سياسيا أيضا واجتماعيا، ومن حملات لتهدئة الإعلام التضاد لمكافحة حمى تحريض تبايني بيني، كحملات طبية شاملة لمكافحة حمى الضنك وغيرها من أمراض تفتك بجسد الأم تعز على مدار اللحظة نتيجة للحصار وللحرب ونقص الإمكانات صحيا أو للافتقار إليها كليا، أو كنتيجة للإهمال الطبي كوجه آخر لمرض خبيث يتهدد كل مرضى تعز بهلاك لا يخطر على بال مريض، ولا شوهد حتى بأفلام الميلو دراما سوى بالعهد الإمامي السلالي الكهنوتي الذي سجل توحشا صحيا ليس في تعز وحدها بل بكل اليمن حسب الطبيبة الفرنسية "كلودي فايان" بكتابها "كنت طبيبة في اليمن" مطلع الخمسينات وهي تصف وضع تعز الصحي والذي كان الموت أرحم للمريض من البقاء.

 

وللحديث عن الوضع الصحي في تعز لن يكلفنا ذلك كثيرا لوفرة الحديث وكثافة النزوح ورداءة الخدمات الصحية وثالثة الأثافي مصادرة بعض معونات ومساعدات طبية تقدم من مركز الملك سلمان والهلال الاحمر الإماراتي وحتى من بعض المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية أو أطباء بلا حدود أو اليونسيف أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أو غيرها، ويتم التلاعب بها لغرض نهبها كمصادرة أو بيعها أو غيرها، كما يتم أشبه من هذه العملية كحالة هي الأسوأ نقل صراعات السياسي المريض إلى المرافق الصحية المثقلة بكل ما سبق وربما بأكثر منه ولا أعلمه أنا ولا أنتم أعزائي المناضلين لإنقاذ تعز متعافية من حمى الضنك ومن مكايدة السياسة ومن تحريضات ومن تمريضات موجهة ضد تعز التي سوف تبقى قوية في وجه القبح المتذمر والحقد المدمر ما بقي الليل والنهار.

 


Create Account



Log In Your Account