إغتيال الحمادي إمتداد لمشاريع الاغتيال السياسي
الثلاثاء 03 ديسمبر ,2019 الساعة: 11:29 صباحاً

 بالرغم من الجو المشحون بالتوتر السياسي والعسكري في تعز كنا نظن أن الامر لن يصل إلى عمليات إغتيال بحجم إغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، هذا البطل الذي رفض الكثير من الاغراءات في بداية إجتياح الحوثيين لعدن، وكان صاحب الدعوة للنفير لمواجهة تمدد الحوثيين، ومن هذه الدعوة كانت مشروعية المقاومة الشعبية التي تشكلت في تعز بقيادة الشيخ حمود سعيد المخلافي، عملية الاغتيال هدفت إلى تصفية أهم الرجال في الجيش الوطني الذين يقفون مع بناء جيش وطني خالٍ من السيطرة الحزبية والقبلية، وينادون بإبعاد هذا الجيش عن الصراعات السياسية وأن يكون جيش للوطن كما قال ذلك ذات يوم رفيقه الشهيد عبد الرب الشدادي، هناك من لا يروقه هذا التوجه فباشر بحملات إعلامية مضللة تستهدف تشويه هذا القائد وكذلك اللواء 35مدرع بهدف جعل مثل هذه الجريمة تمر مرور الكرام وبدون حساب وعقاب وكشف من يقف خلف هذه الجريمة، ومهما كانت نتائج التحقيقات التي ستجرى وستعلن للعامة إلا أن الامر أبسط من أي تفسيرات وتحليلات ستخرج فالاغتيال واضح والهدف أوضح بعرقلة إنشاء جيش وطني حقيقي خالٍ من الولاء لغير الله والوطن والشعب، الحزن يسيطر على الحالمة تعز وعلى ريفها الذي نظر الى عدنان الحمادي كواحد من الذين ينتمون لسبتمبر واكتوبر و11 فبراير بمعاني هذه الأرقام التي تحملها، وهي معاني الحرية والكرامة والعدالة التي ينشدها اليمنيون، ليست الحادثة الأولى فهناك قادة سفكت دماؤهم بسبب هذه المعاني والقيم التي يحملونها، ولعل ابرزهم الشهيد عبد الرب الشدادي الذي قيل انه قتل بسبب صاروخ حراري حوثي في صرواح بمأرب والشهيد العميد عدنان الحمادي الذي قيل انه قتل على يد شقيقه، في زمن مضى قتل الرئيس الحمدي واخيه عبد الله وقيل انهما قتل كلاً منهما الآخر، وأن السبب فتاتين فرنسيتين، وفي زمن قريب عرف اليمنيين حقيقة مقتل زعيمهم على يد عملاء السعودية، وفي زمنٍ مضى أيضاً قيل أن الملك فيصل قتل على يد ابن أخيه، وعرف الناس أن الملك فيصل قتل نتيجة سياساته القومية، ورفضه للإملاءات الامريكية فتم تسخير ابن أخيه لقتله، لذلك لا ننظر لعملية إستشهاد العميد الحمادي سوى أنها إمتداد لمشاريع الاغتيال السياسي التي جرت في البلاد في محاولة لإبقاء هذا الوطن تحت رهن الوصاية والتمزق والتشتت.


Create Account



Log In Your Account