اليمن .. منطقـة كوارث لعمل الصحافة
الخميس 19 ديسمبر ,2019 الساعة: 08:18 مساءً

اختطـافـات وتـعذيـب وقتـل وحـجـب المواقــع و منـع من الطبـاعـة وحـرمان جماعي من مصـادر المعيشـة، والحـياة الكـريــمة ..

الوضع الصحافي والإعلامي في اليمن كارثي ومزري. وبات بيئة غير آمنة للصحافة وحياة المشتغلين فيها ..

وفقد العشرات من الصحافيين والإعلاميين وظائفهم ومصادر عيشهم ، فلجأ الكثير منهم للعمل في مهن لا تتناسب مع مكانة الصحافي بدافع تأمين مصادر دخل معيشية ..

الصحافيون في عهد الرئيس السابق - الذي تحالف مع جماعة الحوثي في الإنقلاب والسيطرة على الحكم ، لتقوم بعد ذلك جماعة الحوثي بالتخلص منه وقتله - علي عبدالله صالح دفعوا أثماناً باهظة وفي عهد الرئيس عبدربه منصور هادي لم يتحسن الحال كثيراً وهذه المرحلة التي يمر بها اليمن هي أسوأ مرحلة ..

 

- في مناطــق نفوذ الحوثـــي ..!

لم يعد هناك صحف مستقلة ولا حتى حزبية تصدر بعد منع طباعتها بأوامر من الحوثيين، وحجبت كل المواقع الإخبارية، وأصبحت الإعتقالات والإختطافات تمارس بحق الصحافيين بصورة غير مسبوقة، فأصبحت السجون والمعتقلات والمعاملة اللاإنسانية هي مصير وحصاد المشتغلين بمهنة نشر الحقيقة ..

ففي سجون جماعة الحوثي هناك 11 صحافيا وإعلاميا منذ قرابة خمسة أعوام، بدون أي مسوغات قانونية، أو تهمة سوى إنتسابهم لمهنة الصحافة والإعلام، ومع الإستمرار في حرمانهم من الحد الأدنى من الحقوق التشريعية والإنسانية،  يتواصل تعريضهم بين فترة وأخرى للتعذيب والعنف البدني،  وإيذائهم نفسياً ومادياً  .. والصحافيين هم :

- الصحافي توفيق المنصوري

- الصحافي عبدالخالق عمران

- الصحافي حسن عناب

- الصحافي حارث حميد

- الصحافي أكرم الوليدي

- الصحافي هشام طرموم

- الصحافي عصام بلغيث

- الصحافي هشام اليوسفي

- الصحافي هيثم الشهاب

- الصحافي صلاح القاعدي

- الصحافي عبدالحافظ الصمدي 

أحدى عشرة صحافي مختطف، 10 منهم، منذ قرابة خمسة أعوام ، في حين الأخير ، اعتقل منذ عدة أسابيع ، وجميعهم في الإعتقال ،  في ظروف مقلقة للغاية ، ويتعرضون لمعاملة لا إنسانية  ..

كما أن الحريات الصحافية وحرية التعبير انتهت ، ولم يعد هناك صوت آخر ، لأن الحوثيين أسكتوا كل الأصوات .

حيث تم حجب العشرات من المواقع الإلكترونية وتوقيف الصحف المستقلة والأهلية عن الصدور باستثناء صحف جماعة الحوثي وحزب المؤتمر ، فرع صنعاء الموالي له..

 

كما تمت السيطرة على كافة وسائل الإعلام الحكومي ، وجرى تجريف شبه كامل لوظائف الصحافيين غير الموالين ، وإستبدالهم بآخرين ، معظمهم لا يمتون لمهنة الصحافة بأي صله ..

 

- في مناطــق نفوذ الشرعــية ..!

أما في المناطق التي أصبحت تحت سلطة ( الشرعية) ، وخاصة عدن،  فإن الوضع يقترب من الوضع في صنعاء ، سوءا وتضييقا على العمل الصحفي المستقل ..

فصحف الاحزاب ، وكذلك المستقلة والتي نزح أصحابها من حكم سلطة الحوثيين ، لم تعاود الإصدار ،  بإستثناء صحيفة أخبار اليوم الصادرة عن مؤسسة الشموع للصحافة  ،  وهي مؤسسة مستقلة قامت جماعة الحوثي في صنعاء بمصادرة مطابعها ومقراتها ، وحين عاودت الصدور من عدن سرعان ما تعرضت من قبل سلطان المجلس الانتقالي للمنع ،  وتم إحراق مقرها بما تحوي من مطابع وأجهزة ومعدات  ..

وفي شهر نوفمبر 2019 عاودت صحيفة "الشارع" اليومية ، الأهلية ، الصدور من عدن ، لكن القائمين عليها يشكون من تعرضهم لحملات ترهيب قيادات محسوبة على الشرعية ، ويتهم ناشرها ورئيس تحريرها الصحافي نائف حسان ، حزب الإصلاح بالوقوف وراء ذلك ، وقيام عناصر محسوبة على الحزب بمصادرة الصحيفة ومنع توزيعها في مدينة تعز الخاضعة بمعظمها للشرعية ..

 

- مهنــة منـكـوبــة ..!

الصحافيون اليمنيون ، هم أبرز ضحايا هذه الحرب ، مثلما كانوا دوما ضحايا للصراعات السياسية ،  فيدفعون أثماناً باهظة ..

بإختصار شديد الواضوح أستطيع القول أن اليمن اصبحت منطقة كوارث للعمل الصحافي والإعلامي ، فالحريات مصادرة وسلامة وحياة وحرية المشتغلين في هذه المهنة تتعرض بإستمرار لمخاطر تصل لحد الموت ، حيث قتل ما يزيد عن 10 من الصحافيين والإعلاميين ، بعد أن لقوا مصرعهم قنصاً بالرصاص أثناء تأديتهم لمهام عملهم وتغطية المعارك الدائرة في عديد من المدن والجبهات ، فضلاً عن قتل الصحافي محمد عبده العبسي ، بصنعاء عن طريق تسميمه ، ويعد العبسي الأبرز على الإطلاق في صحافة وإعلام اليمن ، كمتخصص في الصحافة الإستقصائية ونشر الحقائق وفضح الفساد ، خاصة مع تفرده في الفترات الأخيرة بنشر  ملفات ووثائق خطيرة تفضح مافيا الفساد في قطاع النفط ، وأشارت صراحة إلى حيتان ومراكز النهب لهذه الثروة. القومية ..


Create Account



Log In Your Account