شرعية خارج الوطن !
الخميس 02 يناير ,2020 الساعة: 06:48 مساءً

لا ندري كيف تسير الأمور في بلد كاليمن، حيث أن الأوضاع فيها لا تسر البتة.

 

وإن حاولنا أو قلنا بأن الأوضاع ستكون أفضل حالاً بمجرد أن تنتهي هذه الظروف التي نعيشها في الوقت الراهن، بسبب هذه الحرب العبثية القذرة التي تشن علينا بضراوة من قبل تلك القوى التقليدية التي وقفت ضد الثورة اليمنية بالأمس.

 

وها هي اليوم تقف ضد مسار وإرادة الشعب اليمني ثانية، لتعيد عجلة التاريخ إلى الخلف، وهذا أمر ليس مستغرب عليها.

 

إنما الأنكى في هذا بأن تظل أمور هذا البلد محلك سر، ودون حلحلة لها، حتى الآن، من قبل حكومة الشرعية.

 

وكأن الأوضاع فيها ستتغير بضربة سحرية من السماء أو ستسير بحسب ما يريدون أو كيفما يشاؤون، فهذا هراء، لأن ما يلاحظ على أرض الواقع هو العكس تماماً، حيث أن كل شيء يسير بالمقلوب، ولذلك لن تصلح الأمور على ذاك الحال الذي يريدونه.

 

لقد أصبحوا بعيدين عن معايشة أوضاع وأحوال الناس عن قرب، حتى يقومون بدورهم تجاههم بصورة وأخرى،

 

ولكن شيء كهذا غير موجود، وهذا ما يؤسف له حقاً بأن يظل المواطن يعاني الأمرين جراء هذه الحرب اللعينة، حيث لم يُعد يعرف كيف يتعاطى مع أوضاع كهذه التي يعيشها، سيما في وطن أضحى تتقاذف به الأمواج هنا وهناك دون رحمة من أحد، خاصة من قبل أولئك الذين لم يكفوا عن تمزيقه وتدميره أمام مرأى ومسمع من الجميع..

 

وهذا ما يوجب على الحكومة الشرعية أن تعيد النظر في كثير من الأمور في الوقت الحاضر .

 

حتى إن قلنا بأنها هي الآن تبذل قصارى جهدها في تذليل الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تقف أمامها، كما يقال، إنما عليها من جانب آخر أن تكون مسؤولة عن تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة حتى ليطمئن المواطن على حياته ومعيشته وأسرته.

 

لكن وضعاً كهذا لا زال غائباً حتى اللحظة، وهذا ما يضع دولة الشرعية محل تساؤل، خصوصاً وإن معظم مسؤوليها خارج الوطن من وزراء ونواب وزراء وأعضاء مجلس النواب، والشورى وأمناء أحزاب، ووكلاء ومدراء عموم، وقيادات عسكرية وأمنية، وشخصيات اجتماعية ووطنية وغيرهم..

 

وهذا مالم يحدث في أي بلد، سوى في اليمن .. بينما كان الأجدى بهم أن يكونوا داخل الوطن، لكي يتحملون مسؤولياتهم، ويعايشوا تلك الأوضاع المتردية التي يعيشها المواطن المسكين المغلوب على أمره ليل نهار، جراء ما يعانيه أوضاع سيئة للغاية في شتى جوانب الحياة برمتها سواء في جانب الخدمات الأساسية. كالحياة والكهرباء أو كذا تردي الأوضاع الصحية، وعدم توفر الغاز المنزلي.

 

فضلاً عن غياب خدمات النظافة بشكل عام وعدم انتظام الطلاب في مدارسهم، علاوة إلى انفلات الجانب الأمني، وعدم توفر السكينة العامة للمواطن وهكذا أقيس على هذي الجوانب الأخر، بينما كبار القوم وعتاولة الشرعية خارج الوطن يسرحون ويمرحون هم وعوائلهم وأولادهم.

 

ستجدهم في عديد من الدول سواء عربية أم أجنبية فيما المواطن الغلبان لا يحصل على حبة دواء في المستشفيات العامة كي يواجه تلك الأمراض القاتلة للحياة فأي وضع هذا الذي يعيشه المرء في وطن الإيمان والحكمة؟

 

كان ينبغي أن تكون الأمور عال العال؛ لكن للأسف هذا هو حالنا.. حيث لا يمكن أن تصلح أحوالنا ما دام وهناك من لا يروق لهم بأن تستتب الأوضاع وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، ولو ليس بذاك الحال الذي نأمل أن يكون ، وإنما أن يدخل الأمل في نفوس الناس كبداية أولى تليها خطوات أخرى حتى تطبع الأوضاع بشكل عام، وعلى هذا نحن نأمل من الأخ / رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادى بأن يوجه بعودة جميع المسؤولين، إلى داخل الوطن حتى يتحملون مسؤولياتهم بدلاً من بقائهم خارج الوطن دون أن يقومون بأي دور يذكر تجاه الوطن والمواطن، والله من وراء القصد.


Create Account



Log In Your Account