لاعبون ووكلاء..
الأربعاء 29 يناير ,2020 الساعة: 06:00 مساءً

لعبت القوى الدولية في اليمن لعبة قذرة جدا حين استخدمت كل أعداء القضية الوطنية كمعاول لهدمها كأطراف صراع مسلح ومنها داخلية تمثلت بجماعة الحوثي وأخرى خارجية تمثلت بدول الخليج ومنها السعودية والإمارات وأخرى مثل إيران هذه كلها قامت بدور تدميري شامل سياسيا وعسكريا واقتصاديا في بلد لا يزال يحارب وسيحارب أكثر دفاعا عن كرامته وعن سيادته وعن مواطنيه وعن بنيته التحتية وعن ما تبقى له من مشروع وطني معمد بدماء كل أبنائه وهو ما تشهده كل الجبهات المشتعلة بعموم مناطق البلد وعلى مدار الساعة والتي بعضها تدار بالريموت كانترول الدولي تارة لصالح الحوثي كما هو الحال في جبهة نهم وربما في مأرب وقبلها بعض جبهات هنا أو هناك وتارة لصالح الطيران الذي صنع لنا عدة أزمات استعدائية ضد المشروع الوطني والشرعية المعترف بها دوليا بقدر إسناده المفتوح منذ ست سنوات وربما ستطول الحرب، ولكن سيبقى الإشكال جاثما بتبادل أدوار وكلاء الحرب الداخلية والخارجية أو لتقاطعاتها في أغلب المصالح التي برزت في جبهة نهم أو تعز أو الحديدة والساحل الغربي وغيرها وهذا لا يحتاج لأي إثبات مادي عن علاقة وكلاء الحرب والتي تستهدف كثير من قضايانا المصيرية، فالوكيل الحوثي والذي تعهد للوكيل الإقليمي السعودية بتوقيف هجماته الباليستية عليها بمقابل تمكينه من منابع النفط والثروات المخزونة في مأرب والجوف وربما بشبوة أيضا إذا اقتضت مصلحة السعودية القصوى، لكن هل استوعبت الشرعية حجم اللعبة الدولية لتتصرف بمسئولية كأت تسلم ملف القضية والحرب والمصير للقوى اليمنية السياسية والعسكرية بدون تدخلات تربك سير الجبهات وإن بقي إسناد التحالف قائما أو لترفع القضية إلى البرلمان اليمني الشرعي ليقرر مصير البلد حتى إذا كان مخترقا كما يروج سيتحمل مسئولية دستورية أخلاقية وطنية إنسانية وأخرى سيكتبها التاريخ، والتاريخ لا يرحم أحد، وليس من تدوين تاريخي أكثر من وضع اليمن كحقل للتجارب الدولية التي تتقاسمها شبرا شبرا وفق استراتيجيات محسومة الجانب، وهذا ليس تلبسا بتوهمات المؤامرة لكن هي الحقيقة التي يجب على اليمنيين استيعاب مضامينها حتى لا نورط أكثر بصفقات مشبوهة مع أي وكيل حرب داخلي أو خارجي لتبقى علاقتنا بهم مبنية على مواثيق شرف وقوانين دولية منها قانون البحار والمياه الإقليمية ومواثيق الأمم المتحدة أو ميثاق الدفاع العربي المشترك أو مقررات دول عدم الانحياز أو غيرها وهي لا تحصى، وإن تكالبت الدول العظمى مجتمعة على اليمن.


Create Account



Log In Your Account