القضاء المسيس والغامض ..

د.فيصل الحذيفي

-1-

تم سجن مئات اليمنيين ظلما في سجون الامارات بعدن ..وبعضهم قتل تحت التعذيب ..وهي جرائم  معلومة ..

وأمهات المخفيين قسرا في هذه السجون يطالبن السلطة والنيابة وإدارة الأمن والحكومة والرئاسة والنيابة الإفراج عن ذويهم ..

لكننا لم نسمع للنيابة تحديدا أي موقف لدعم العدالة وحماية المتضررين ..

-2-

تم قتل مئات الشخصيات العدنية جهارا نهارا ولم تتوقف الاغتيالات والاستهدافات للأبرياء ..بما في ذلك الشاب أمجد عبد الرحمن ..

ولم نسمع للنيابة الجزائية موقفا لوقف نزيف دم اليمنيين ظلما وعداونا ..

- 3 -

في تعز تم اغتيال أكثر من ثلاثمائة منتسب للجيش الوطني ..

ولم نسمع للنيابة الجزائية موقفا ..

-4-

الشهيد القائد عدنان الحمادي جريمته مشهودة زمانا ومكانا ..والفاعلين معلومين ..

تم تشكيل لجنة تحقيق لم يتم الإعلان عن نتائج التحقيقات ..

ولم يتم البدء بمحاكمة القتلة ..المتحفظ عنهم ..

لكن النيابة الجزائية تفتق ذهنها عن طلب إحضار النشطاء الذين أبدوا موقفهم المنزعج من تصرفات الحمادي السلبي وغيره من قيادات تعز في قضايا كثيرة كانت محل انتقاد ..

وكان الأغلب الأعم من الناس يطالبون بإلحاح تغيير الحمادي وبعض القيادات بسبب أدائهم ..

لكن أحدا منهم لم يكن يتمنى إزاحة الحمادي أو غيره بالقتل ..

والتحريض لا يكون جريمة قانونية إلا من طرف له علاقة تأثير فعلي بتوجيه القاتل ..

ولا توجد شخصية حكومية - مدنية أو عسكرية - محصنة من النقد والتناول ... ولا يعني ذلك تحريضا للقتل ..

لا أدري كيف يفكر القاضي الذي ترك القتلة ولم يحلهم إلى المحاكمة التي ستكشف كل من له علاقة بالقتل المباشر أو غير المباشر ..

وذهبت إلى استدعاء عشرة شباب صحفيين وناشطين لا ناقة لهم ولا جمل بأي اغتيالات سابقة أو لاحقة ..

لقد تم هدر دم الحمادي بالاغتيال المباشر وبتمييع قضيته بعد مقتله بعدم محاكمة القتلة ..

والأولى أن تكون نيابة تعز ومحاكمها صاحبة الاختصاص بالقضية ..

نطالب بمحاكمة القتل ..ونشر التحقيقات للرأي العام ..ونتضامن مع النشطاء والصحفيين من هذا الاستهداف المتعمد ..

نحن في دولة جحا ... كل شيئ متوقع ولو كان مدهشا أو مثيرا للغرابة ..