حول الشائعة وأخواتها الكارثية..
الخميس 05 مارس ,2020 الساعة: 05:14 مساءً

إعلام الانقلاب الحوثي شغال "قرعة" وللأسف أغلبنا نساهم بتحليل وتعميم وتأكيد وتوجبه وتدوير كل شائعاته الموجهة لأننا نعاني من فراغ إعلامي حربي موجه وأصبح بعضنا يتلقى شائعاته ودون أي تأخير وإعادة نظر فيها يتم النشر في أوسع نطاق فلو أن كل ناشر أو مدون أو صحفي وإعلامي أو ناشط قلمي يتأمل حجم الخسائر المعنوية التي قد يكون هو سببا فيها كنتيجة لتأكيده أو لترميمه وتأهيله أغلب الشائعات المعادية التي انتصر العدو من خلالها معنويا وعبرنا تحليلا وتجميلا ونشرا لرفض مطلقا السماح لنفسه بالتماهي مع شائعات العدو ولربما لبدأ في تفنيدها وتكذيبها بكل طرقه ووسائله التي هو أدرى بها..

 

أخاطب نفسي وزملاء مهنتي بأن نتحرى كل الأخبار الواردة عبر منصات التواصل حتى لو كانت صادرة من إعلامنا فهي من جانب مهني بحاجة لمراجعة وقراءة تحليلية معمقة وحاجة ماسة لتأكيدها قبل نشرها بمختلف الوسائل ضمانا لسلامة المضمون أو نتائجه والتي يجب أن تدرس بعناية لتؤتي ثمراتها معنويا وأيضا واقعيا، وبالتالي يجب أن نفكر بتأسيس مراكز إعلامية بحثية لرصد ودراسة كل ما يقال وما يكتب وينشر بالسياق الصحفي والإعلامي وهذا ليس صعبا، وليس صعبا كذلك تشكيل أكثر من فريق لإدارة أزمة الإعلام لتتوزع فكرة هذا المركز البحثي في أكثر من مكان كخطوة جادة لمعالجة كل أضرار النشر وآثارها الكارثية سيما الآثار السلبية الناتجة عن الشائعات المعادية وبالتحديد آثارها أو تأثيرها على المؤسسة العسكرية والأمنية، أو حتى على وسائلنا الإعلامية، ومن خطورة تأثيرها على منظمات المجتمع المدني أو المنظمات الدولية العاملة في اليمن أو التي ترصد الوضع اليمني من خارجها، من استطاع إعلام انقلاب الحوثي اختراقها والتأثير عليها أو بمخاطبة مزاجها العام بناءً على قراءته لذلك فخاطبها من خلاله.

 

لا يمكننا التخلي عن جانب هو الاهم في سياق حرب استعادة الدولة الشرعية المعترف بها دوليا المنقلب عليها من عصابات لا تعترف بالقوانين ولا تعترف بها القوانين أيضا لولا ترشيد خطابنا الإعلامي وتجديد وسائلنا وتحديث آلياتنا الممكنة المبنية على رؤى إعلامية تفكيرية تحليلية تبصيرية ناضجة بعيدا عن اللغة الطللية التقليدية الباهتة والتي يفترض أن تكون مادة لتحليل أعمق للاستفادة من كل أخطائنا التراكمية في تناول الأحداث وتخليلها وتحريرها في سياق يرقى لمستويات الحرب الإعلامية ذات الأبعاد المترامية الآفاق.


Create Account



Log In Your Account