الوجه المضيء في أخلاق اليمنيين
الثلاثاء 31 مارس ,2020 الساعة: 12:52 مساءً

ستتناول مواقف لا تحصل سوى في اليمن.. وهي ذات بعد أخلاقي متفوق إنسانيا بتلقائية وتعبر عن موروث حضاري متراكم تختلف عن أخلاق بدو الصحراء..

 

1- نشر أحد اليمنيين عن أحد العاملين في حسابات أحد مطاعم صنعاء كيف جاءه عامل باليومية يرتعد من الجوع وأبدى استعداده رهن أدوات العمل مقابل وجبة يسد بها جوعه.. فقام المحاسب بتسديد فاتورة المطعم ومنح العامل وجبة كاملة دون أي رهن.. وآخرون ابدو استعدادهم دفع ثمن الفاتورة ولكن المحاسب رفض ذلك ..

 

هذا يحصل في اليمن فقط ..

 

2- طالب جامعي يتذكر حين كان يذهب الجامعة ويمر على بوفية في حي مذبح بصنعاء فيتلقاه أحد العمال فيها يدس له في جيبه مصروفه اليومي حتى يسدد فاتورة الإفطار وبقية مصروف اليوم الجامعي..

 

هذا يحدث في اليمن فقط ..

 

3 - المناضل جازم الحروي أنفق أمواله لدعم آبائنا الأحرار الثوار في الاربعينيات والخمسينيات..

وبعد الثورة تلقاه أحد افراد السلالة يعيره بانفاق أمواله دون فائدة ..فأشار له إلى أسراب الطلاب والطالبات الذهبون الى المدارس قائلا له هذا انجاز لا يوازيه ثمن ..وأنه يشعر بارتياح كبير بأن الثورة أتاحت لليمنيين التعليم وتحريرهم من جهالة الإمامة ..وهذا مكسب لا توازيه كنوز الدنيا ..فأصاب محدثه السلالي بمقتل ..

 

4 - الخادم غالب الوجيه الوصابي جد زميلي المرحوم الدكتور وجيه الوجيه ..

أنفق معظم أمواله في دعم الآباء الأحرار  ..واكتشف الإمام أحمد ذلك وتم إعدامه بعد حركة 1948 لهذا السبب .. ضمن اعدامات أفضل ما تمتلكه اليمن من صفوة المجتمع وعقله النير حينذاك ..

 

5- تحدث معي أحد الأصدقاء عن الدبعي رحمه الله صاحب مطعم ..كيف كان يسكن عنده معظم الطلاب القادمين من الريف ويأكلون ويشربون ويواصلون دراستهم ومنهم من تخرج طبيبا أو مهندسا أو أديبا ومفكرا .. ومثله نماذج كثيرة في قدس والمعامرة وبني شيبة وشرعب والعدين وريمه وأصاب ومناطق يمنية أخرى ..

 

6- تذهل كثيرا عندما تجد عدد الممنوحين للدراسة في الخارج على نفقة بيت هائل سعيد وبن محفوظ وبقشان ورجال أعمال آخرين أكثر من الممنوحين على نفقة الدولة ..

 

هذه هي أخلاق اليمنيين ..

 

على المستوى الشخصي سأروي لكم تجربتي عن أخلاق اليمنيين ..

 

في العام المنصرم أعلنت رغبتي ببيع سيارتي لتسديد التزامات مالية طارئة ..

 

تواصل معي كثير من الأصدقاء بعضهم لا أعرفهم مطلقا ..

طلبوا مني عدم بيع السيارة .. والتزموا لي بدفع أي مبلغ احتاجه .. ساشير فقط إلى نماذج ..

 

الاول ..صديق مغترب من السعودية لا أعرفه مطلقا .. طلب مني تحديد المبلغ الذي أحتاجه وسيرسله لي ..وأسدده على مهل ..ونصحني بإبقاء السيارة لما لها من أهمية لي حسب نظره ..

شكرته كثيرا وأثر في نفسي لعدم وجود سابق معرفة معه ..

 

الثاني ..صديقة وأخت عزيزة ..تقابلت معها مرات محدودة في سياق عام وتواصلت معي عبر وسائل الاتصالات ..وعرضت علي بالحاح تقديم مبلغ معين ضمن مدخراتها الشخصية هي لا تحتاجه الآن مقابل تسديد الالتزامات والإبقاء على السيارة ..

 

الثالث ..صديق طفولة وسنوات الدراسة ... وهو بدون عمل ولا دخل ... أبدى استعداده بالحاح ببيع ذهب زوجته لتسديد الالتزامات التي تواجهني..والإبقاء على السيارة دون ضرورة البيع ..

 

ولكي أنجو من هذه العروض الكريمة ..بعت أرضيتي بالضباب للخروج من المشكلة .. وشعرت بارتياح كبير لهذه المواقف اليمنية المميزة بأخلاق هذا الشعب العظيم ..

 

اليمنيون لهم مواقف مضيئة وأخلاق تعبر عن تفوق إنساني ومخزون حضاري يؤثر في تفكيرهم ونمط حياتهم ..

 

كل الانتكاسات الأخلاقية والسلوكيات السيئة التي نراها في هذا الظرف الاستثنائي هي النادر والنادر لا حكم له  وليست تعبيرا حقيقيا عن الصورة الفعلية ..

 

بلادنا حتما ستنجو برغم كل المصائب التي حلت بها ..

ففيها شعب مكافح وطموح ومثابر وذكي ولا يستسلم ولا يقبل العبودية ...

شعب بهذه الأخلاق لن يهزم

 

أرجو من الأخوة القراء ذكر نماذج أخرى في التعليقات حصلت معهم لمعرفة أصالة اليمنيين ..



نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account