كورونا ولعبة المعابر في تعز
الجمعة 03 أبريل ,2020 الساعة: 04:26 مساءً

تعتبر المعابر المحدودة متنفس أبناء تعز كي تبقى الحياة فيها ولو بطيئة، تغلق أحياناً وتفتح في أحايين كثيرة، وبسبب كورونا أغلقت الكثير من المعابر، وأحدث ذلك أضراراً كثيرة بالمواطنين، ومع خلو بلادنا حتى الآن من الفيروس، تبقى ضرورة أن تكون هناك إجراءات وقائية مدروسة وليست عشوائية كما هو الحال في معابر تعز.

كمثال، أغلقت المعابر وبخاصة في منطقة سربيت قريباً من دمنة خدير في طريق الخضراء اليوم الأول، وبعدها فتح الطريق ومر المسافرون وأصحاب الخضروات. في اليوم التالي أغلقت نفس الطريق ولكن من جانب الجيش الوطني في منطقة نقيل يافق في المواسط، وكأنها لعبة متبادلة بين الطرفين، ضحيتها المواطنون المسافرون وأيضاً تجار الخضروات الذين يزودون تعز بمستلزمات الحياة من بطاط وطماط وبصل وفواكه مختلفة.

بالنسبة لكورونا فإن الأسلوب الصحيح لمواجهته ليس أن نقيم حصاراً فوق حصار لتعز ولغيرها، بل أن يكون هناك مركز للحجر الصحي في المعبر من جهة الجيش الوطني في نقطة المثنى ابن حارثة، ومركز للحجر الصحي في المعبر من جهة الحوثيين في سر بيت أو مجمع سامع ، وأن يتم توفير كامل المستلزمات الصحية في مراكز العزل الصحي، وكادر تابع لمنظمة الصحة العالمية أو أطباء بلا حدود أو وزارة الصحة، أما أن يتم استغلال كورونا لصنع معاناة إضافية للمواطنين، فهذا أمر مرفوض ويعتبر جريمة إنسانية تضاف لسلسلة الجرائم التي ترتكب بحق شعب اليمني.

بالأمس أيضاً قطع معبر الخضراء من قبل أبناء سامع وتم منع المواطنين من المرور حتى هذه الليلة بزعم وجود خلافات مع الحوثيين، ما دخل المواطن في هذا الخلاف حتى يمنع من دخول دمنة خدير ، وما دخل تجار الخضروات الذين يزودون الحجرية وتعز بالفواكه والخضروات؟

لماذا يحشر المواطنون في خلافات لا شأن لهم بها؟

أنتم أيها القراء لم ترى عيونكم حجم المعاناة التي تكبدها المواطنون الذين وقفوا صفوفاً طويلة في سياراتهم على إمتداد الطريق وحتى سوق الحسيوة في مديرية الصلو، وهناك نساء وأطفال وعجائز، تصوروا فقط حجم معاناتهم وهم هناك لمدة تزيد عن أربعة وعشرين ساعة، منهم من عاد أدراجه من حيث أتى ومنهم من ظل ينتظر، هي إساءة لأهلنا في سامع ولمشائخهم ولعقلائهم.

خلافهم مع الحوثيين لا يجب أن يتضرر منه المواطنون هذا من المفترض أن يكون بديهياً، الطريق لا زالت مغلقة حتى الآن مساء الجمعة الثاني من إبريل، هناك عبث بمصالح الناس وإحتياجاتهم تارة بحجة كورونا وتارة تحت حجج أخرى لفرض مزيد من المعاناة للمواطنين ولإبتزازهم مادياً، وأحياناً لخلافات هنا أو هناك يتم فرض آثارها على المواطنين الذين لا دخل لهم بها ولا ناقة لهم بها ولا جمل.

متى تنتهي هذه الممارسات العبثية بحق المسافرين في المعابر سواء في منفذ الخضراء ( سر بيت ) أو الأقروض أو غيرها ، هل ننتظر عملاً يخدم المواطنين من طرفي الحرب ومن أبناء المناطق التي يمر بها المسافرون فلا يتعرضون لأعمال التقطع نحن بإنتظار إجراءات لصالح المواطن لا إجراءات تزيد من معاناته وتنهي لعبة إغلاق المعابر تحت أي مبرر .


Create Account



Log In Your Account