قبل أن يستنفدَ الزَّيتَ الذُّبال
الجمعة 08 مايو ,2020 الساعة: 02:23 صباحاً

إذا لم يتم تشكيل مجلس إنقاذ وطني يضم شخصيات جامعة من عموم الفئات والشرائح والنخب والمكونات ومنظمات مدنية وحقوقية ورجال اﻷعمال وغيرهم كرمزيات قيادية وكفاءات نوعية سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية ونسائية وإنسانية أو أخرى، وبأسرع وقت ممكن سيكون القادم اليمني أسوأ بكثير بالنسبة للشرعية وقد ينتهي مشروعها الوطني إلى العدم، هذا من واقع اﻷحداث الجارية التي قد أتاحت المجال لكل العابثين للتلاعب الموجه والمشبوه على الشرعية والتي هي اﻷخرى باتت في أضعف حالاتها بل وأشبه برهينة مؤامرات دولية وإقليمية ومحلية، ولا نستغرب أن تنفذ قيادات التحالف مشروعا بديلا عن الشرعية بمسميات مختلفة ومنها سلطات اﻷمر الواقع هنا أو هناك، وكما لا يستبعد أن تكون سلطات الانقلاب والتمرد الخارج عن القانون في صنعاء أو في غيرها جزء من هذا المشروع البديل، إضافة لتفكيك قواعد اشتباك الشرعية وتغيير قواعد أخرى بعضها داخل هذه الحكومة المعترف بها دوليا ومحليا وأخرى خارجها، أو غيرها في سياق التجيير بحضور وقرارات ومواقف وطموحات الشرعية بالاتجاه وهذا المشروع البديل، وربما كجزء من سريان المخطط يتمحور في اﻹقامة الغامضة للقيادة الشرعية بالرياض وبغيرها ﻹدارة الدولة والعملية السياسية والعمليات الحربية ما يدعو للتساؤل عن مصير البلد المجهول أو مصير الرئيس اليمني الشرعي المجهول هو اﻷخير بقائمة البلد المليئة بالأحداث ومعاناة وتشظيات وتمردات ونكبات تتنوع  أغلبها لا تقل خطرا عن نكبة انقلاب المليشيا السلالية الحوثية في 21 سبتمبر 2014م.

قد لا تكون اﻷحزاب السياسية المنضوية بالتحالف السياسي لدعم الشرعية وحدها في مواجهة مخاطر المشاريع البديلة المشبوهة التي ترعاها بعض دول التحالف إذ لم تكن قيادة التحالف ذاتها، فاﻷحزاب مع المجتمع بمكوناته منها نسائية وشبابية وأكاديمية وثقافية وإعلامية ونقابات عمالية وأخرى ستتشكل ضمن هذه النخبة اﻹنقاذية الوطنية وستكون بيئته الخصبة للتصدي لهكذا مشروع مجهول "مشبوه"، ولا يمثل المشروع الوطني الجمهوري والقضية الوطنية والحلم اليمني الذي بناه اليمنيون طوبة طوبة منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر في ستينات القرن إلى ثورة فبراير عام 2011م وإلى مالا نهاية.

فدون إنقاذ البلد بكل مشاريعها سيبقى كل شيء قابل للتمزيق والتجزئة وخيارات الضد الغامض بخياراته، هنا ستحل لعنات تاريخية بعضها أسوأ من بعض ولن تستثني منا أحد ولا أحد متآمر في الداخل أو الخارج، بالتالي نوجهها كدعوة مفتوحة على مصراعيها وهي كمناشدة جادة جدا حتى لو كانت بائسة لكل مكونات العمل السياسي لدراسة هذا الموضوع ومن كل جوانبه لابتعاث رؤى لتقنية إنقاذيه قبل أن يستنفدَ الزَّيتَ الذُّبال.

 

* عجز بيت شعري في قصيدة أحزان وإصرار للأستاذ عبدالله البردوني.


Create Account



Log In Your Account