اليمن في حربها ومرضها .. هل من يقظة؟
الثلاثاء 09 يونيو ,2020 الساعة: 04:57 مساءً

هكذا تتوالى الأحداث في اليمن بصورة دراماتيكية دون أن يعرف أحد منا إلى أين تسير فيها الأوضاع في مثل هذه الأحوال التي تتربص بها من كل جانب بما فيها هذه الحرب العبثية التي تجري فيها منذ أكثر من خمس سنوات عجاف.. ولا زال سعيرها مشتعل حتى الآن دون أن تكون هنالك أية بوادر أمل للتهدئة أو لوقف هذه الحرب خاصة في الآونة.


ورغم المساعي والجهود التي تبذل في هذا الشأن من قبل الأمم المتحدة وكذا الأطراف المعنية بالقضية اليمنية ولكن دون جدوى.. والمُشكل في هذا بأن هنالك من يعمل على تأجيج هذه الحرب مستغلاً تلك الأوضاع المتدهورة في اليمن وبالتالي لا يعير لأمور كهذه اللهمَّ إشباع رغباته وكأن هذا الوطن عبارة عن ضيعة لا يهمهم من أمره شيئاً.

ولهذا أعتقد بأن الأحوال ستظل على ذاك النحو السيئ إلى فترة قد تطول ولن يندمل جراحها مالم تكن هنالك خطوات جادة وناجعة من قبل من يعنيهم الأمر بعيداً عن الأطراف الخارجية والتي لا يهمها من أمر اليمن سوى أن تظل الأمور كما هي.. حرب.. قتال.. جوع.. فقر.. ومرض.

وفي هذه المعمعة، لن يصلح البته مالم يكن هنالك تقارباً للأطراف المعنية. في المشكلة ذاتها.. وليس سواهما ومن ثم إعادة النظر في كل ما أدى إلى إشتعال هذه الحرب.

وهل يعقل أن تظل الأوضاع على تلك الشاكلة المزرية في شتى جوانب الحياة جراء هذه الأحوال التي أدت بهذا الوطن إلى الهاوية.. وهناك من لا يروق لهم أنفسهم بأن تستقر الأوضاع داخل هذا البلد.

فالتقارب إن وجدت إرادة سياسية في العمل على إنفاذه سيقوض من مصالحهم وسيوقف من أعمالهم الشريرة.. كما يجري الحال حالياً في كل من عدن وسقطرى، وغيرهما.

وبالتالي وهو ما ينبغي من قوى المجتمع المدني بما فيها الأحزاب السياسية وكذا قواها الاجتماعية الأخرى.. بكل شرائحها ومكوناتها.. العمل على إفشال هذه الأعمال الخارجة عن الشرعية الرامية إلى تفتت عُرى هذا الوطن وتمزيق نسيجه الإجتماعي خدمة أهداف وتنفيذ أجندة خارجية.. ولكن للأسف القرش يلعب بحمران العيون.. كما يقولون.

ومثل هؤلاء هم  عبارة عن أذيال ينفذون ما يؤمر عليهم من داخل وخارج الوطن مقابل حفنة الدولارات بينما النتيجة .. هو إستهداف الوطن وتقسيمه إلى مناطق وكنتونات، كما فعل الإستعمار البريطاني في جنوب الوطن قبل الإستقلال الوطني في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م.

والتي واجهتها مثل تلك المشاريع الإستعمارية بمقاومة كبيرة من قبل الشعب العامل بمختلف شرائحه الإجتماعية والوطنية.. والقيام بإفشال مخططاته الجهنمية بعد نضال مستميت خاضته فصائل التحرر الوطني وعلى رأسها الجبهة القومية والذي توج ذلك النضال بخروج الإستعمار وتحقيق الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية بقيادة الجبهة القومية.. أي الحزب الاشتراكي حالياً.

ولقد عمل الحزب منذ الوهلة الأولى له على توحيد كل  مناطق الجنوب.. والمكونة من ٦ محافظات آنذاك إضافة الجزر الواقعة في البحرين العربي والأحمر .. بما فيها سقطرى وعبدالكوري وجزيرة بريم وميون وغيرها.

وفضلا عما قام به الحزب بالقضاء على تلك المفاهيم المناطقية والقروية ، وتوحيده (٢٢ مشيخة وسلطنة وإمارة.. أو ما كان يطلق عليها بالمحميات الشرقية والغربية آنذاك وهكذا سَرتْ الأوضاع في جنوب الوطن. بصورة جيدة.

ورغم إمكانياته الشحيحة والتآمر على نظامه الديمقراطي من قبل قوى الإستعمار وأعوانه إلا إنه تمكن من التغلب عليها وتجاوزها على الرغم مما أكتنف الحزب من إشكالات وأوضاع.

ولأن إشكالياتنا الداخلية تتشابه فالمخرج يريد أن تبقى الأوضاع  كما هي وهذا ما هو ملموس على مستوى الواقع حيث عُطلَّت كل حركة الحياة في البلد.. ولم يبق هناك بصيص من الأمل إلا أن يُشمر الشعب عن ساعده ويعمل على إستعادة شرعيته المغتصبة في عدن وغيرها وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل ذلك التزاماً بما تم الإتفاق عليه بالرياض .

إن أي تأخر في معالجة الأوضاع تدفع اليمن تكلفة غالية كل لحظة.. خاصة وقد تعرضت البلد مؤخراً لموجة من الحميات والأمراض الفتاكة ومن ذلك فيروس كورونا  أو ما يعرف ب ١٩ covid وهذا ما يزيد الطين بله .

وفيما نجد بأن العالم أضحى يتخلص من هذا الفيروس بينما اليمن تبدأ مرحلة من المعاناة لهذا الفيروس وليس هناك من مغيث أو مجيب له بالوقت الذي يعيشه هذا الوطن حالة حرب قذرة بكل المعايير اللاإنسانية حيث لا توجد مستشفيات وإن وجدت لا تقدم بدورها كما يجب.. وهذا ما هو واضح في هذه المستشفيات سواءً في تعز، عدن، صنعاء، وغيرها.

العودة إلى طاولة الحوار

أعتقد من وجهة نظري هو العودة من جديد إلى طاولة الحوار  ودون هذا لن تكون هنالك حلول سوى التمزق للوطن أكثر مما هو عليه حاليا.

وهذا التمزق ليس من مصلحة اليمن وشعبه الذي ينتظر الانفراج بفارغ الصبر وبالتالي على الشرعية أن تحزم أمورها تجاه ما يحدث داخل هذا الوطن والعمل على استعادة الأوضاع في كل من عدن وسقطرى وغيرها..

وفي أولوية ذلك القيام برفض أي تدخلات خارجية سواءً من الإمارات أو غيرها في الشؤون الداخلية لها وهذا لن يتأتى إلا بتراص الصفوف من الجماهير اليمنية وقواها السياسية والوطنية في الداخل والخارج.

وكذلك المضي في إحباط تلك المخططات القذرة في حق اليمن واليمنيين بهدف استعادة الشرعية التي أضحت ممزقة بين تلك القوى المتآمرة التي لا تريد لليمن الخير والصلاح والأمان والاستقرار.. فهل من يقظة جديدة؟


Create Account



Log In Your Account