الحجرية مع الدولة..
السبت 11 يوليو ,2020 الساعة: 01:44 صباحاً

في الوقت الذي استنفرت كل ألوية الجيش الوطني المرابطة في محافظات مأرب والجوف والبيضاء وفي نهم بمحافظة صنعاء وفي غيرها لحسم آخر معارك الجمهورية ضد المشروع الانقلابي السلالي الكهنوتي الحوثي في القرن اليمني الواحد والعشرين، تستنفر مجاميع مسلحة منشقة من ألوية عسكرية محسوبة على جيش الجمهورية اليمنية ضمن ألوية محافظة تعز لخوض معاركها العبثية ضد بعضها داخل جبهة الشرعية المعترف بها دوليا.

هذا الاستنفاز ورفع الجاهزية والتحفز القتالي والذي بات حدثا يمنيا وربما إقليميا إن لم يكن دوليا فأبرز حجم الخلل البنيوي بأعماق هذه اﻷلوية المتمركزة في الريف الجنوبي لمحافظة تعز الحجرية تحديدا ولا يعني هذا سوى استهتار بروح المهمة الوطنية مع تحفظي عن القول : أن هذه كخيانة للشرف العسكري سيما وهي جبهة مشتعلة على مدار اللحظة محاطة بأكثر جبهات المقاومة الجمهورية وممناعة مشروع المد اﻹمامي الهمجي السلالي الحوثي من كل اتجاهات المعركة "حيفان، اﻷكحوم، الصلو، الكدحة، الشقب، الأقروض، وغيره، هذا كله تم تجاهله شكلا وموضوعا من قبل الحمر المستنفرة التي تخوض معارك العبث وجر المجتمع للاحتراب اﻷهلي داخل بعض المناطق الهجومية الدفاعية عن الجمهورية بريف الحجرية المتاخمة للجبهات المشار إليها، بحيث يخوض اللواء 35 مدرع معاركه ضد مليشيا انقلاب السلالي الحوثي في الصلو واﻷقروض، ومثله يخوض اللواء الرابع مشاه جبلي حروبه في اﻷحكوم وجرداد وغيرها ضد نفس الفئة السلالية الباغية، وهما البريئان من الأحداث الاستنفارية العبثية لتفهمهما طبيعة حرب العبث  الممولة وبسخاء من أطراف خارج الجغرافيا اليمنية خارجة عن القانون أيضا، هدفها الخروج السافر على الدولة وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها اﻷمنية وهو ما شهدته مدينة الاربة على وجه الخصوص.

إشكاليات تعبوية معقدة تسود كل المسرح العملياتي لألوية الجيش الوطني في الجنوب، والجنوب الغربي لمحافظة تعز -ريفا وسواحل وحواضر- ربما سببت حالات الاحتقان السياسي بذات "الحجرية" تحديدا، لتأطير البنائية والقيم والحالة العسكرية كنوع من تجيير سياسي ابتزازي ساعدته "تماهيئية" تكيفية من قبل محسوبين على ثمة ألوية كحالة استقوائية انتقامية راكمتها مراحل فشل السياسي الحزبي يمني والتي ما انتهت بسقوط الدولة تحت سيطرة الانقلاب السلالي الحوثي بل بتصادم عبثي تنسق له وتسوقه وتحشد له قيادات تنسب نفسها -عبثا- لهذه الجيوش الجمهورية بالمناطق المأهولة بالسكان وبالنازحين بعشرات اﻵلاف كمدينة التربة من تبعد عن الوجود الحوثي أقل من كيلوهات بعدد اﻷصابع، ولكنها باتت مسرحا حربيا محتملا هكذا يخطط ويراد لها وحاليا تحشد إليها مختلف التعزيزات ولوجستيات ومدرعات "وقعشات" وملامح جدا موحشات وبتمويهات مقنعات واحتقانات مرشحات لتوترات ومواجهات هي اﻷعنف.

بالمحصل: يبقى اللواءان العظيمان 35 مدرع والرابع مشاه جبلي بعيدان عن الصراع الحاصل في الحجرية  وإن كان ﻷفرادهما حضورا قتاليا فهم لا يمثلونهما إلا انتسابا ولكن للمشاركة في الحرب لم يصدر اللواءان أي أوامر حرب صريحة صادرة من قيادتيهما كما أظن، هذا هو الطبيعي الذي يفترض أن يكون، عداه فالذين يحرضون ويعززون ويحشدون ويحتشدون ليسو سوى مجاميع منفلتة ومدججة بأسوأ مخرجات التحريض اﻹعلامي والتعبوي وبث الكراهية والتمزق والاحتراب اﻷهلي وأسوأ من ذلك، والواقع هي قطعان تمثل نفسها ويعرفها المجتمع ويعرف من تكون ومن. الذي يمثلها ومن تمثله وإلى أي قطاعات الصراع العسكري تنتمي، وماهي مشاريعها الممولة المحولة من هنا إلى هنالك ومن هنالك إلى الهاوية الحربية الحزبية السحيقة.


Create Account



Log In Your Account