من روائع الشعر السياسي.. الشعب مات
الأربعاء 29 يوليو ,2020 الساعة: 12:44 صباحاً

الشاعر - عمار الزريقي

الشعب مات ولم يعد

في شعبه إلا الرعية
والشعر مات ولم نجد 
إلا رفات الأبجدية
حتى الهوية ضيعت
في دربها معنى الهوية

الدار ينكر أهله 
لسحابة غبراء هبت من قرون الجاهلية
فإذا بأولاد الشقية
يتسابقون إلى البيادات الغوية

فكبيرهم خفض الجناح لربه المندس في سردابه 
وصغيرهم أدى لخانقه التحية
وجميعهم يتصدرون النافحين عن الخلافة والإمامة والوصية

ويحاضرون عن السيادة والوصاية
والشعارات القوية
ويرون أطباق الحصانة والخيانة في موائدهم
فتنفتح الشهية

ورأيتهم يتسولون الخبز من جلادهم
ويدافعون عن القضية 

ويناورون لكي ينالوا قطعةً سوداء
من لحم الضحية

ويصافحون بلا يدٍ
ويفكرون بلا غدٍ
يتوكلون على وكالات الإغاثة
والسفارات الصديقة
والوفود الأجنبية

اللجنة العليا تقرر :
من حقوق الطفل حمل البندقية

إن العريس بلا ضميرٍ 
والعروسة بلطجية

فبأي آلاء الحكومات السبية؟
وبأي أسماء البغايا المركزية؟
وبأي أشكال النضال اللولبية؟
وبأي تجار الحروب الطائفية؟

وبأي أولاد القحاب الطاهرين نصون عرض "الدودحية"؟
وبمن نراهن أو على من يا صفية؟
هزلت... وربك يا حظية!
ووقفت أضحك باكيا للذقن من شر البلية
بدأت فصول المسرحية

فيما يلي 
نتلو قرار اللجنة الثورية العليا 
بتعيين العقيد الركن ديك الجن 
مسئولا لدائرة الشئون المعنوية

تكليف "عنترةَ بن شدادٍ" 
وزيرا للدفاع
وترقية "الحطيئة" 
مستشارا للشئون الداخلية

تسمية اللواء "الشنفرى" 
لقيادة الأركان 
تقديرا لإسهاماته في الثورة السبتمبرية

إعفاء حرف القاف 
من كل المناصب والمراتب 
والمهام العسكرية

وإحالة المدعو لام الأمر للتحقيق 
في كل الخيانات القديمة والحديثة والتحرش بالخنازير الصديقة 
واقتراف شقيقة المذكور عدوانا 
على واو المعية

تعليق مصلحة الخنافس 
واعتقال الواقفين على طوابير الكرامة 
والرموز الوحدوية

تكريم سيف الله "هولاكو" 
ومنح شقيق خالته وسام الفتح 
إجلالا لموقفه البطولي المناهض للمغول ودوره في دك اوكار الهنود الحمر في "وادي الدحي" و"الجحملية"

هذا بيانٌ للرعية 
لبنوده العصماء في ظل الطوارئ أولوية

تلغى بموجبه تراخيص الخطابة والكتابة والصكوك المصرفية

ويحل في حرم الجوامع واللوائح والشئون المنزلية 

وجميع تأويلاته تجري 
بإشراف اللصوص الطيبين 
المخلصين ولاءهم لل(غ)اشمية

وعلى جميع وسائل الإعلام يُتلى نصه منذ الصباح إلى العشية

هذا...
ويُنشر في "البداية والنهاية" و"العقود اللؤلؤية"

العبد يقرع بالعصا
والجارة الكبرى غنية
قومي لحتفك يا تقية
هل غادر الشعراء من متردمٍ
يوم احتلال الملحقية؟
كملت فصول المسرحية 

الويل للقطط الغبية
تلك الرذائل تدعي تسجيل أهداف نقية
ظهرت قذارتها الخفية
وبدت خيانتها وفية
لبني أمية

الطعنة الأولى خطية
لم تسعف الوطن الزكية
يا رب ألهم قاتلينا الصبر والسلوى
وألهمنا المنية

عطانُ رأس العبقرية
صلبٌ على الباغي
ودمعته عصية
اركض برجلك 
إنها أشهى مغامرةٍ
وإن الشعب يرتجل انتحارا فاشلا جدا
فيأكل آكليه بغير قصدٍ
والقيامة لا تقوم بغير نية
 
الهدنة الأخرى ذكية
رصدت خروقات العواصف
واعتداءت الأعاصير الخفيفة 
والرياح الموسمية

في كل حانوت سرية
في كل زاويةٍ خلية
الله اكبر فوق صبر الصابرين على الأذية 
 
الله اكبر فوق كل معارض ومخالف ومحايد لم ينتصر لإمامة الأشرار أو لم يعترف بالجاذبية

الله أكبر فوق كل مواطن لم يكترث باللجنة الثورية العليا ويشهد أن رب الناس فاشيٌ وأسباب البلاغة "قيرعية"

الأرض كانت حميرية
الله قسّم طيرها وترابها وجبالها وحصونها ونساءها يوما
فكانت من نصيب الأسرة المتوكلية

والله يورث من يشاء
ويشتري ويبيع بالتقسيط 
أو بالنقد أحيانا 
ويهدي ما يشاء لمن يريد
أليس "آل البيت" أولى بالهدية؟

إن السياسة في شريعتنا فسوقٌ 
والتوسط مبدأ الجبناء 
والتحكيم كفرٌ بالحمية

وكفى بربك ناصرا
والموت حقٌ ثابتٌ للأغلبية 

ولنا بنادقنا.. 
فإما الصدر دون الناس.. 
أو "فالوازعية"!!!

عاشت مسيرتنا الأبية!

أعزائي عزيزاتي:
أطلت على مسامعكم 
كثيراً
والحديث له بقية...


Create Account



Log In Your Account