كيف قضى التحالف على السؤال الوطني؟
الأحد 04 أكتوبر ,2020 الساعة: 07:42 مساءً

مع استمرار الحرب ، وتقدمها بثبات نحو سنتها السادسة  تتكشف بوضوح لعبة التحالف السعودي الاماراتي في إنهاك اليمن وتمزيقه. هذا التحالف عطَّل  حسم معركة اليمنيين  مع الانقلاب منذ سنوات، ولم يمكَّن الشرعية  من  بسط  سيطرتها على الأرض بدءً من المناطق المحررة، وعمل على اضعافها،  واعادة تدوير سلطة صالح الفاسدة  في مفاصلها، واستنبات ميليشيات التشدد الديني والقروي في جسدها الرخو.

التحالف يريد  أن تستمر حرب  الجميع  ضد الجميع  التي تستنزف طاقاتهم وقدرتهم على المقاومة  .. لا يريد أن يكون هناك طرف قوي في معادلة التسوية بمقدوره أن يتبنى أسئلة الاستحقاقات الوطنية الكبرى في مرحلة ما بعد الحرب . فقد تمكن بأمواله  من إضعاف الأحزاب والنخب السياسية والثقافية والاجتماعية  وإضعاف الأذرع العسكرية للمتحاربين بعد أن حصر معاركها العبثية  في مربعات التقاتل الجرداء في الصحاري والجبال .  أحكم سيطرته على مناطق الثروات والممرات المائية الهامة على البحرين العربي والأحمر، وإدارة  القرارات السيادية باسم الرئاسة الهلامية ،  وترك لخصومه الاستثمار النوعي  في مخرجات  هذا العبث المخجل  لتنفيذ مخطط اغراقه في المستنقع الواسع ، على حساب اليمن واليمنيين الفقراء.

استدامة الحرب وتوسيع رقعتها ، وتعظيم المشكلة الانسانية - جوع ونزوح وانتهاكات وتردي خدمات -  ، وربط النخب  والاحزاب  بحبال الولاءات المتينة لرعاة الحرب ولمموليها في ( الرياض وطهران وابوظبي والدوحة واسطنبول )  واحدة من الوسائل التي أثبتت نجاحها في القضاء على السؤال الوطني الكبير الذي يتوجب حضوره في وعي كل واحد منا : ما الذي تصنعه  الإمارات في سقطرى  وباب المندب  وبلحاف وعدن ، وما الذي تصنعه السعودية في المهرة وحضرموت ومأرب ، وما الذي تصنعه ايران في صنعاء وصعدة والحديدة ، وما الذي تصنعه قطر وتركيا في تعز وشبوة ؟!

انهم باختصار يغتنمون  اليمن ، بعد أن صارت حاجات الناس البسيطة في الحياة مقدمة على فعل السياسة واسئلته الكبيرة. اليمنيون خذلتهم النخب السياسية والاجتماعية والثقافية، وخذلهم المجتمع الدولي  الذي  تركهم ، مع ترابهم  نهباً  لثارات البداوة وحقدها التاريخي ، وفريسة لكيد الملالي  واستكلاب السلالة، التي لا ترى في اليمن أكثر من ضرع حلوب تتلقفه أفواه نهمة لم تشبع منذ ألف عام.


Create Account



Log In Your Account