أوهام الاستقلال!
الخميس 08 أكتوبر ,2020 الساعة: 08:32 مساءً

تحتفل بلداننا سنوياً بما تسميه بأعياد الاستقلال، ولكن هل استقلت بالفعل عن هيمنة البلدان الغربية التي استعمرتها من قبل بصورة سافرة وخشنة؟ 


من يتمعن حقيقة ما يدور في الواقع يكتشف بدون عناء أن هذه البلدان قد تخلصت من الاستعمار المباشر ووقعت ضحية للاستعمار غير المباشر، والذي يتم عبر وكلاء محليين صار بعضهم أشد وأنكى من أسيادهم، لدرجة أن بعض كبار السن صاروا يطالبون بعودة الاستعمار الأوروبي المباشر، ووصل الحال في لبنان إلى توقيع عريضة من قبل ثلاثين ألف لبناني يطالبون بعودة الاستعمار الفرنسي لبلادهم!

ومن أعجب العجب أن بعض بلداننا قد تحررت من الاستعمار الخشن لكنها عضّت بالنواجذ على الاستعمار الناعم، حيث تعاني من تبعية سياسية اقتصادية، ومن ذيلية ثقافية اجتماعية، وما تزال أسيرة لتقليد ثقافة المستعمر ومناهجه التربوية!

وفي ضوء ما سبق فإن الاحتفال بأعياد الاستقلال ضحك على ذقون الجماهير التي تغرق في الجهالات وتعاني من انعدام الوعي الصحيح، ومن يمتلك ذرة من وعي ووطنية يعرف هذا الأمر ويعترف به ولو كان من القادة، كما فعل الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين الذي قال: "لقد عملنا من أجل الاستقلال، ولكن حلاوته سُرقت من شفاهنا"!

ترى لو عاد بومدين ورأى أوضاع الناس تسوء وأوجاعهم تتفاقم، ورأى الأساطيل البحرية تذرع مياهنا الإقليمية والقواعد العسكرية تستوطن أراضينا السائبة وأنظمتنا العتيدة تتسابق لاستضافة القواعد الغربية، ترى ماذا تراه كان سيقول؟!


Create Account



Log In Your Account