عدن والفرص الجديدة
الخميس 05 نوفمبر ,2020 الساعة: 05:04 مساءً

عدن مدينة جذابة ومميزة وهي بحاجة لاهتمام مضاعف وكبير ينتشلها من الوضع الذي تعيش فيه إلى أوضاع أفضل لتجد فرصة للتطور والنمو والمنافسة.

منذ ثلاثين عاما ومعاول الهدم تعمل في عدن، ولأنها مدينة جميلة وصلبة قاومت كل التحديات وصمدت صمودا أسطوريا، لكنها أنهكت تماما لتأتي الست السنوات التي عاشتها منذ ما بعد تحريرها من الغزو الأخير لتضيف مزيدا من الإنهاك والتعب للمدينة وسكانها الطيبين.

إن الصراع السياسي الذي شهدته عدن مؤخرا كان له بالغ الأثر في تدمير الخدمات والتسابق على النهب والبسط على الأراضي ومقرات الدولة وأحيانا منازل المواطنين الغلابى التي تعرضت هي الاخرى لهجمة عناصر الفيد التي غزت المدينة من خارجها.

عدن بحاجة لعقول نظيفة تحمل مشروع بناء لا مشاريع هدم وفيد كما انها بحاجة لإدارة قوية وصلبة تستطيع مواجهة كل هذا العبث والخراب الذي ينشره البعض أما جهلا واما حقدا دفينا لهذه المدينة الباسمة.

لقد فشلت الإدارات السابقة في الحفاظ على المدينة، ويبدو أن الإدارة الحالية تسير في نفس الطريق رغم أنه من المبكر تقييمها أو نقدها، لكن المؤشرات تبدو غير سارة خصوصا وأن جماعات الفيد ما تزال تتربص بالمدينة وتمتلك القوة والسطوة لتطويع الآخرين للعمل معها.

بعد كل ثورة أو عملية تغيير تشهدها مدن العالم يحدث أن تأتي للسلطة عصابات وجماعات فيد ونهب تقصي الفاعلين الحقيقيين أصحاب العقول وتسيطر هي على القرار ضمن ما يمكن تسميته بـ "الثورة المضادة" التي تدعمها دول كبيرة من الخارج وهدفها إفشال التغيير ودفن أهداف الثورة وخلق اليأس والقنوط في نفوس الناس.

وللعلم، قد تنتمي العناصر التي تظهر على السطح للثورة أو للمقاومة لكنها لا تمتلك من أمرها شيئا، إذ يتم السيطرة عليها وتوجيهها للهدم والخراب، وأحيانا يكون ذلك بسبب الجهل والغباء اللذين قادا فيما مضى إلى ضياع فرص عديدة في خلق بلد مستقر وأمن ومتطور.

أمام عدن فرصة  جديدة وكبيرة لمغادرة مرحلة الإنهاك والتدمير إلى عملية البناء والتعمير، حتى وأن أحجم الأشقاء عن دعمها كما يفعلون منذ سنوات ست مضت فإن تسويق عدن للخارج سيأتي بالدعم الكبير، فهناك دول محترمة ستقدم الدعم والأهم من ذلك وجود إدارة تعرف كيف تقتنص الفرص ولا تظل عالة على دول غنية ماتزال غارقة في طلاء المدارس وتعتبرها مشاريع كبيرة وضخمة ولا تستحي من ذلك.

إن إهدار الفرص التي تأتي إلينا والتي تلوح في الأفق عمل غير وطني.. ولأن الركون إلى الوعود الكاذبة لا ينتج تنمية ولا يبني بلدا .. علينا التركيز على مصالحنا جيدا والتفكير بها، وكيف يمكن صناعة الفرص من العدم.. فعدن مدينة عظيمة والعالم كله يتمنى الاستثمار فيها أو يجد فرصته للشراكة معها.

وحتى لا تتحول عدن إلى ثكنة أمنية، فكلنا أمل في المحافظ الشاب أحمد لملس في عمل تغييرات كبيرة في المدينة وإعادة الروح المدنية إليها وضبط التهور الأمني لدى البعض والذي أضرّ كثيرا بالناس وبالسكينة العامة، وخلق كثيرا من المخاوف والإحباطات.

وختاما.. كلنا أمل في المستقبل بأنه سيكون جميلا، وأن هذا الزمان سيمر وهذه المرحلة ستمر بعون الله، وهي مخاض عسير لمرحلة جديدة وقادمة تحمل تباشير الخير بعون الله.


Create Account



Log In Your Account