الشيطنة كجريمة وحرب
السبت 17 سبتمبر ,2022 الساعة: 12:19 مساءً

مَن المستفيد ولصالح مَن استمرار الحملات التحريضية لتشويه وشيطنة أبناء تعز لدى الجنوبيين أو العكس ؟
ماذا أصاب القوم ؟
أي عبث همجي حاصل اليوم حتى أصبح المجتمع هدفاً مشروعاً للقتل من قبل بعض المتطرفين المناطقيين ؟
متى وصل التحريض إعلامياً لهذا المستوى الاستفزازي النشاز بين المجتمعين المتجانسين حدّ الأسرة الواحدة لهدف واحد وهوية واحدة وقضية واحدة ومزاج جداً متجاور ومصير مشترك ومنذ أول تأسيس لمدينة عدن حاضرة كل اليمنيين شمالاً وجنوباً بالذات أبناء محافظة تعز شركاء النضال والثورة والتحرير والدم جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً حتى اللحظة ؟
أبناء تعز هم جزء من النسيج المجتمعي سواء في عدن أو صنعاء والحديدة وكل مناطق ومحافظات الجمهورية اليمنية وهذا ما يشهده التأريخ التدويني اليمني للتاريخ الاجتماعي لهذا البلد الذي لم يعرف يوماً اي حالة للفرز الاجتماعي والأسري والمناطقي والمذهبي المليء بالقبح والتمزق والتمييز العنصري غريب الأطوار.
ما نشهده اليوم من عمليات تحريضية كشيطنة موجهة لكلا الجانبين ضد بعضهما ربما لا يشكل خطورة حسب استشعار الأثر الإعلامي والاجتماعي أو حتى السياسي لأن أبناء تعز تحديداً وكل المناطق الشمالية لا يتعاملون مع عموم المجتمع الجنوبي بازدراء وتهكم وبتمييز بقدر تعاملهم مع فئة إعلامية جنوبية ممولة وموجهة لغرض إثارة القبح التمييزي كفرز مناطقي ضد أبناء تعز بالذات ويشهد كل العالم موقف تعز الجامع لصد زحوف مليشيا الانقلاب السلالي بمرورها من تعز صوب عدن والمناطق الجنوبية حينها أعلن كل تعزي حالة الاستنفار وانفجرت المعركة في تعز حتى اللحظة وهو ما يشهد له كل يمني أن تعز بكل فئاتها وشرائحها وقفت سداً منيعاً دفاعاً عن كل مناطق الجنوب بمقدمتها عدن مَن تتبرأ مِن الهجوم التحريضي اللا جنوبي الشرس ضد تعز وما يستنكره كل عقلاء المناطق الجنوبية والشمالية والوسطى حتى غير اليمنيين من يرصدون هكذا حالات فرز وتشويه وتمزيق لنسيج المجتمع اليمني من تشهد له ولا تزال كل جولات ومراحل ووقائع التاريخ الاجتماعي الشرقي بأنه مجتمع تتحكم فيه تفاصيل وحدوية شعورية إنسانية اجتماعية ولغة تخاطب مشاعرية وأخرى أزلية ولا يمكن بأي حال تجريفها باتجاه فصل القلب عن الجسد بما فيه حتى أي خيارات للساسة بوحدة الشطرين والحقيقة ليست غائبة بهذا السياق وهي كفيلة بإيضاح الأمر الوحدوي الروحي أولاً بين مكونات الأسرة اليمنية شمالاً وجنوباً.

كل من يلهثون خلف تحريضات بروبغاندا القبح السلالي والمناطقي لتفكيك ولتمزيق أواصر الأسرة اليمنية ليسو سوى أدوات "ارتزاقية" موجهة سيلفظها الواقع ككائنات متعفنة منبوذة، والأكثر عقوبة سيتجاهلها التاريخ حتى من الذكر فهي لا تستحق، وإن ادّعت النضال والوطنية، وإن غامرت بخياراتها وقفزت على واقعها وكابرت بكل أفكارها المعتلّة والمختلّة وأظهرت ولاءها لقضايا خاصة لا تعبّر بشكل منطقي مطلق عن الخيار الجنوبي اليمني من يعتبر وحدة الأرض والإنسان قضيته المصيرية هذا ما يتحدث عنه التاريخ ويسنده الواقع ويجسده المزاج الوحدوي الجنوبي الجامع غض النظر عن أغلب تفاصيل شكل الإدارة الجنوبية المتفق عليها بإجماع كل اليمنيين باستثناء الخارجين عن القانون والإجماع الوطني الذين أسقطوا رمزية الدولة وانقلبوا على مشروعها الجمهوري ودنسوا سيادتها ثم أشعلوها حرباً عبثية ولا نزال نعيشها بكل فصولها المأساوية العبثية وتوحشاتها الخشنة حتى هذه اللحظة.

إجمالاً :
اتضحت الأمور وبات الجميع يعرفون الهدف من توحش الحملات التحريضية ضد فئات اجتماعية يمنية كفل لها الدستور اليمني وكل القوانين المحلية والدولية وأعراف المجتمعات وأسلافها القبلية وأخلاقها الاجتماعية الحق بالحياة وبالتنقل والعمل وبالإقامة وحق الكرامة في كل مناطق الكرة الأرضية، والتحريض عليها بمختلف أشكال التحريض والتنمّر والفرز والتمييز مخالف لكل القوانين، ويستوجب الدفاع عنهم وحمايتهم وفق القانون الدولي الجنائي الإنساني ومبادئ الحماية الدولية وكل مواثيق الأمم المتحدة ومبادئها التوجيهية وأخرى، كونها قضية جنائية لا تسقط بالتقادم وستجد طريقها للقضاء المحلي أو الدولي وهو ما ينبغي أن يكون بل -قطعاً- سيكون.




Create Account



Log In Your Account