في بلاد الأشياء الأخيرة !
الإثنين 12 ديسمبر ,2022 الساعة: 11:53 مساءً


                      1
 مذ غدا الخوف 
مالكاً للروح .. 
يأسرها بكل 
ما هو بائس .. 
• أصبح المستقبل 
ليس أكثر من 
سراب .. 

 . كذبة نزينها 
لأنفسنا 
شيئاً فشيئاً 
رغم التشبث به.
• جبال من المصائب 
تتهاوى بقسوة 
على الرأس .. 
فتشيخ وتهرم 
معظم 
الأحلام ،
والطموحات .. 
وتحول أبسط 
الأماني ،
والأمنيات إلى 
ركام لا قيمة له !!
                                    2
 ظل يبكي .. 
ينتشج .. 
ظل يتألم .. 
ظل ... 
ظل .... 
ظل حتى 
ضل الطريق !!
                                      3

 أظنني قد ضللت الطريق 
من حيث أردت أن أصيب 
كبد الحقيقة ، 
فأخطأ سهمي الهدف غير قاصد ..!
• هكذا صعق ذاته بكلمات كلها
قسوة ، وضياعاً ..
• عبثاً تذهب محاولاته للتماسك ،
ولو للحظات الوقوف أمام المرآة ..
• حاول أن يكون .... 
ففشل !! 
• محارب يغبط المنتصرين ،
ويتسلى بجلد ذاته !
                                    4
ولمّا لم يزل متأثراً بذلك المسافر 
 ، فإنه يمضي ..
إن الأمر أشد سوءاً حتى بالنسبة 
للذين يقاومون حرمانهم.
• التفكير كثيراً بالغبن يمكن 
أن يؤدي فقط إلى المتاعب .. 
• هنالك أولئك المهووسون 
بهذه الفكرة ، 
وهم يرفضون الإستسلام 
للوقائع ، 
• يجوسون الدهاليز طوال الساعات 
بحثاً عن كسرات أمل ، 
• ينغمسون في مجازفات هائلة 
سعياً وراء أحقر الفتات .. 
• ومهما أصابوا من فلاح في سعيهم 
فلن يكون أبداً كافياً .. 
• يأكلون من غير أن ينجحوا أبداً 
في ملء أجوافهم لفراغ عقولهم.
يمزقون أفكارهم بإندفاع 
حيواني ، ينبشون فيها بأصابعهم
العظمية ،
ولا تنغلق أفكاكهم المرتعشة .. 
يسيل معظم ما يفكرون به 
على ذقونهم ،
وما يوفقون في إبتلاعه .. 
يتقيئونه عموماً بعد بضع دقائق.
• إنه موت بطيء كما لو أن الإنتماء 
لــ”لصنمهم الجديد“ نار جنون يحرقهم 
من العقول والأحشاء ، 
• يعتقدون أنهم ينتمون ليبقوا 
على قيد الحياة ...
• ولكنهم في النهاية هم الملتهمون ، 
وهم الحطب ، وإن كانوا 
«حمران عيون»!!
                                      5 
 النقصان حالة متكررة الحدوث ، 
فــ”صرختهم“  التي وهبتك بهجة 
في أحد الأيام .. 
ستتوارى على أفضل إحتمال 
في اليوم التالي .. 
• ستتوارى ، في اليوم التالي، 
وقد قارب هذا اليوم ،
فأستغفروا الملك العلام !!
                                     6

 أراد وقد سيطرت عليه .. 
بل كادت تتملكه .. 
روح المسافر «في بلاد 
الأشياء الأخيرة»* 
أن يكون أكثر صراحة 
مع نفسه .. 
• فتحدث متأثراً : 
”يتوجب عليك أن تعتاد 
العيش بأقل قدر ممكن“، 
حينما تتضاءل رغباتك 
تكتفي بالقليل ، 
وكلما قلت حاجاتك 
أمسيت أفضل حالاً !!
• هذا ما يفعله بك الإنتماء 
لوطن « يبرطع » لصوصه ،
وأوغاده فوق رؤوسنا 
بحوافرهم الأربع .. 
• هكذا حدث نفسه 
إنه يقلب أفكارك رأساً 
على عقب ، 
يمنحك رغبة بالحياة ، 
وفي الأخير يجهد 
لسلبك إياها .. 
• لا مفر من هذا ، 
إما أن تنجح ، 
وإما فلا ، 
وإن أفلحت فليس بوسعك 
الفلاح في المرة التالية .. 
وإن فشلت فلن تنجح 
بعدها أبداً !!
                                    7
 صرخ بأعلى صمته .. 
حاول أن يسمعه الآخرون ، 
• صرخ .. صرخ حتى أصابه 
الدوار ، 
فأرتد صمته ... 
صمت .. 
• ولم يسمعه أحد !!، 
لم يخترق جدران رأسه، 
فبدت بشارات التشقق !!
                                   8
 في كل الأوطان 
يبكي المرء 
لحظة ولادته ،
موقعاً بذلك 
إستمارة الإنتماء 
لدنيا المتناقضات !
• إلا في هذا .. 
بكاء عند الولادة ،
وبكاء عندما 
تعيش فيه ،
وبكاء إن غادرته ،
وبكاء لحظة 
التفكير به .. 
وبكاء ساعة 
الذهاب إليه .. 
وبكاء حين 
تكن فيه !!
                                      9
 قبـل الختـام لغرينيل :
ليس هناك من يستطيع خداعك 
بقدر ما تستطيع أنت خداع نفسك !!

                    10
 ختاماً ، وببـسـاطـة أقـول : 
”في بلاد الأشياء الأخيرة“، 
رواية للكاتب الفرنسي 
بول اوستر  ..
-----------------------------
- الرئيس التنفيذي لــ مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية  CTPJF
 


Create Account



Log In Your Account