صمت البرلمان  وخيانة الأحزاب
السبت 15 أبريل ,2023 الساعة: 05:43 مساءً

رغم الأحداث المؤلمة ، والأوضاع المتردية ، التي تعانيها اليمن في كافة المجالات ، إلا إننا نرى بأن الجهات المعنية في البلد لا تحرك ساكناً ، ومن ذلك مجلس النواب الذي كان يفترض منه أن يكون أول من يسأل عن تلك الإشكالات التي تحدث في هذا الوطن ، الذي أضحى يعاني الأمرين ، جراء تلك الحرب العبثية القذرة ، فضلاً عن تلك الإنتهاكات التي أصبحت تمس بالسيادة الوطنية ، بصورة باينة للعيان ، في حين لم يتجرأ أحد ، أن يتكلم عنها وإن كان هنالك البعض من مجلسي النواب والشورى ، من تحدث عن تلك الإنتهاكات سابقاً ، إلا أن هؤلاء الأشخاص لم نعد نسمع لهم أي صوت في الوقت الحاضر ، وكأن هذا الوطن لا يهم هذا أو ذاك من الناس ، وليس من إختصاص مجلس النواب .

ناهيك عن الأحزاب السياسية ، هي الأخرى أصبحت بعيدة عن أوضاع هذا البلد ، وكأن ما يحدث فيه لا يعنيها للبته ، بالوقت الذي كان يستوجب منها أن تضطلع بدورها ، بإعتبارها هي ممثلة عن هذا الشعب ، بقدر أن أعضاؤها هم ايضاً موجودين ، في كل الجهات المسؤولة ، وبالتالي هو ما كان ينبغي من تلك الأحزاب ،  أن تستشعر مسؤولياتها الوطنية والتاريخية ، إزاء ما يحدث لهذا البلد ، من إنتهاك صارخ لسيادته ، خلافاً عن العبث لموارده النفطية ، والمعدنية ، وكذا النهب لثرواته السمكية ، والزراعية ، علاوة إلى سرقة آثاره التاريخية .

ليس هذا ، بل هناك من قام ويقوم من وقت لآخر بالإستقطاع لجزره ، وكذا مياهه البحرية ، بالإضافة إلى قيامه بوضع قواعده العسكرية ، وهذا ما هو موجود ومعروف لدى القاصي والداني ، في كل من جزيرة سقطرى ، عبدالكوري ، جزيرة ميون (  بريم سابقاً  ) 

إذاً ماذا تبقى لهذا الوطن وشعبه ، لا شئ سوى الندم والفرجة ، على ما يحصل من إنتهاك سافر ، وإستقطاع متعمد وكأن اليمن عبارة عن ضيعة ، لا أحد معني بها ، فيما هنالك من يعيش على حساب هذا الشعب ، وكذا يسرح ويمرح  هنا وهناك ، ولا يهمه من الأمر شيئاً .

فيما كان يستوجب من كل القوى الفاعلة في المجتمع وغيرها ، وكذا الجهات المسؤولة بالدولة ، بما فيها السلطتين التنفيذية ، والتشريعية ، علاوة إلى الاحزاب السياسية ، أن تكون عند مستوى المسؤولية من أمرها ، ولكن للأسف لم يطرأ أي شيء ، من قبل هذه الجهات تجاه ما يحدث  لهذا البلد .

بقدر ما نلاحظ بأن الأمور لا تزال على حالها ، بينما الوطن يُمزق ويتشظى إلى أجزاء متناثرة ، فيما الجميع  أو الكل يتفرج ، ولا يجرؤ على الكلام ، إلا في الدهاليز المظلمة ( المغلقة )، وهذا ما يؤسف له ، وكان الأجدى بهؤلاء  أن يكونوا جادين وحازمين ، في أمور مسؤولياتهم ، لكن ما يلحظ بأن البرلمان صامت وساكت عن كل ما يجري في هذا الوطن ، فيما الأحزاب هي الأخرى نكثت بوعودها ، أمام الشعب ،وجعلت منه سلماً تمشي عليه ، إلى مبتغاها .

في حين هي أيضاً ساكتة عن كل شيء ، وبإعتقادي هذه خيانة  لكل ما  أقسمت عليه ، بأن تحافظ على وحدة وسيادة الوطن ، ولكن كل هذا هراء ، حيث أصبحت الأحزاب مجرد ديكور  لا أقل ولا أكثر ، ولا تقدر على فعل أي شيء ، سوى أن تؤيد كل ما يتعرض له هذا الوطن ، من إنتهاكات لسيادته ، وحرمته ، مادام وقيادتها هناك  برع خارج الوطن تقبض بالدولار ، والشعب له الطوفان .
 


Create Account



Log In Your Account