سوء القرارات.. ومعاناة البلاد
الأحد 24 سبتمبر ,2023 الساعة: 09:11 مساءً

يوم أمس اصدر رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي قرارا بتشكيل قوة عسكرية اسماها لواء النصر وعين لها قائدا، دون ان يحدد مهماته أو موقعه كما جرت العادة، وقبل ستة أشهر تقريبا اصدر قرارا مماثلا بتشكيل الوية درع الوطن التي ضاعت في الزحام والتي جاء تشكيلها كما يبدو في محاولة خلق تشكيل عسكري تحت امرته في مقابل الوية العمالقة التي يقودها عضو مجلس القيادة أبو زرعة والقوات الجنوبية بقيادة عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي، وقبلها كانت اعلنت الرياض عن تشكيل قوات الوية اليمن السعيد التي ماتت في عملية ولادة  قيصرية، وقبل ذا وذاك قوات الحزام الأمني ونخبتي حضرموت وشبوة ودرع شبوة التي انشأتها الإمارات في ظروف خاصة، والكثير من التشكيلات التي  تشكلت ولم يعلن رسميا عن تشكيلها.

المشكلة ليست هنا.. المشكلة هل البلاد والوضع فيها بحاجة إلى تشكيل وحدات عسكرية جديدة ؟ وماهي المهمات التي يمكن أن تسند لها ؟ واي موازنة يمكن أن تستوعب مخصصات واحتياجات هذه الالوية والقوات الجديدة؟

ولا اريد الخوض في موضوع مواجهة مليشيات الحوثي من قبل تلك الالوية والقوات المعلن عن تشكيلها..

ألم يكن من الاجدر والاولى تنظيم وترتيب صفوف ماهو متوفر وقائم رسميا من قوات وألوية وان كان الأمر بحاجة إلى رفده بدماء جديدة فليكن في اطار فتح باب التجنيد رسميا لاعادة قوام وهيكلة هذه الألوية والقوات القائمة بمسمياتها بدلا من انشاء وحدات جديدة تبدو من وهلتها الأولى هلامية ووهمية على طريقة ماكان يعمله عفاش لارضاء بعض الرموز بتعيينها قيادات ألوية تشكل وهميا واسميا فقط حتى تحصل شهريا على مخصصات بماء بارد..

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى.. إذا كان الحكومة عجزت عن دفع مرتبات قواتها القائمة ومثلها الانتقالي، وامتنعت الإمارات والسعودية عن مواصلة دفع رواتب تلك القوات التي عملت على تشكيلها وتبنيها واصبحت تسوق لها الوهم..

كم نحن بحاجة إلى مكتب فني أو هيئة مستشارين مرتبطة بالرئاسة والحكومة  تشذب افكار وتوجهات قيادات البلاد قبل أن تودف ( وهي تودف دوما ) في اصدار أي قرار وتقدم لها النصح والمشورة التي تعينها على الحد من الدفع بالبلاد إلى مزيدا من المنزلقات وتزيد من تعقيد حبال الازمة ومعاناة الناس.


Create Account



Log In Your Account