لنعترف بالهزيمة!
الإثنين 25 سبتمبر ,2023 الساعة: 09:40 مساءً

لستُ متحمساً لهذه الحفلة التنكرية.
علينا أن نعترف بأننا هُزمنا. هزمتنا إيران بالتحالف وبالشرعية، قبل الحوثي، وبالنخب اليمنية التالفة.

الإعتراف بالهزيمة يُشفيك من الأوهام ويفتح عينيك على الحقائق.
رغم قسوة الإعتراف، يمكنه أن يساعدك  في إطلاق معركتك،حين تكون مستعدا، في جولة أخرى، متجنباً الطريق والوسائل والأشخاص الذين  قادوك إلى الهزيمة.
داومنا طوال سنوات الحرب على الإحتفاء بثورة 26 سبتمبر، استعرضنا قدراتنا الأوكروباتية، وألهبنا حناجرنا بالشعارات والأشعار وأوقدنا ألف شعلة وشعلة، ووضعنا سبتمبر في براويز صورنا على الميديا الإجتماعية، ثم كنا ننطفئ تحت الوصاية الخارجية بالمزيد من الخضوع والإرتهان.

طوال تلك السنوات كان لدينا ما يبقينا على أمل باعتبار أن ثمة بندقية تقاتل ربما تسعفها إرادة سياسية مفاجئة لكن القادة الإفتراضيون في عالمهم كانوا يقصمون ظهرها عند كل منعطف.

لُعبة الحرب كانت واضحة منذ البداية، فالذين جلبوا الحوثي الى صنعاء، استثمروه جيدا في القضاء على كل شيئ: السلم الأهلي، ما تبقى من شبح مؤسسات الدولة، وكيان الجمهورية اليمنية.
في غمرة هذه النشوة السبتمبربة الإفتراضية، 
لم يعد السؤال اليوم، ما الذي تبقى من روح 26 سبتمبر، بل ما الذي تبقى من البلد؟

ماهي الجمهورية والثورة إن لم تكن تحرير الإرادة الوطنية من الإرتهان للأجنبي والهيمنة الخارجية؟
نحتاج لمصارحة أنفسنا بالحقائق وتقييم تجربتنا بكل قسوتها لكي نغادر مربع النواح والولولة، أو تحويل المناسبات إلى تضليل للنفس.
لا تخض حربا لا تملك الكلمة الأولى والأخيرة فيها، لا تكن مجرد طلقة في بندقية لا تملكها.
تلك استخلاصات حرب دامية ومدمرة، قيل، زوراً، إنها أُطلقت لخلاص اليمنيين، فثبت باليقين أنها شنت للتخلص منهم!

التحية والإجلال لأولئك الذين يحتفلون بثورة 26 سبتمبر في معاقل الحوثي. هؤلاء الشجعان  يرفضون بصورة رمزية سلطة كهنوت الإمامة الجديدة. 
سيزول الحوثي اليوم أوغدا، لأنه يحمل بذرة فنائه ولأنه هش وضعيف وكان مصدر قوته دوما أولئك الذين يديرون معركة مواجهته تحالفا وشرعية. ستلد هذه البلاد حتماً قادتها الذين يعرفون وجهة شعبهم.

سنتعب كثيرا قبل الوصول، ذلك أمر ناجم عن ما صنعناه لأنفسنا معظم الوقت، لكننا سنولد من جديد، حين نتجنب تكرار خطايانا.

#ثورة_26_سبتمبر


Create Account



Log In Your Account