خارج الوطن .. إسثمارات ونصب وإستغلال
الأحد 19 نوفمبر ,2023 الساعة: 05:01 مساءً

اللافت للنظر بأن الرأسمال اليمني ، أخذ خلال الفترة التي أعقبت الحرب في اليمن بالإنتشار والتوسع وبشكل كبير خارج الوطن وهذا ما يلحظ ، في كل من مصر ، تركيا وبعض دول الخليج بالإضافة إلى المانيا، الصين ، ماليزيا ، وغيرها ، رغم أن الإستثمارات كهذه، كان البعض منها موجوداً في فترات سابقة ، ولكن ليس بذاك الحجم الذي هي عليه حالياً.
يعتقد أن هذه الإستثمارات ، تتركز في الأساس في جانب العقارات ( المباني ) السكنية ، الشقق ، الأراضي الزراعية ، المصانع ، المعامل ، فضلاً عن المطاعم ، المخابز ، البوفيات ، الأفران ، المحلات التجارية ، العطارات، المغاسل ، بالإضافة إلى سيارات الأجرة، وغيرها ، ولا ريب بأن إستثمارات كهذه هي الآن موجودة ، في جمهورية مصر العربية ، ناهيك عن غيرها من الدول التي أشرنا إليها آنفاً.
تقدرّ قيمة هذه الإستثمارات بمليارات الدولارات في مصر وحدها، معظمها في العقارات وشراء الشقق، فيما البقية مستثمرة ، في جوانب أخرى، وبالتالي نحن كنا نتمنى أن تكون هذه الإستثمارات داخل ذلك الوطن المذبوح، والمتشظي حتى اللحظة، كي يتم إحداث تنمية شاملة، في كافة المجالات، وهذا ما سيساعد التسريع بعملية التنمية إلى الأمام ، والرفع من مستوى الحياة العامة للمواطنين، ناهيك عن الإستفادة، التي ستوفرها هذه الإستثمارات في تشغيل الأيدي العاملة، وبأعداد كبيرة وهذا ما سيكون له نتائج إيجابية على مستوى الوطن، سيما وإن إستثمارات كهذه تُعد كبيرة، إذا ما قارناها بما هو موجود داخل الوطن ، ولكن للأسف، إستثمارات كهذه لا توجد، وإن وجد البعض منها فهي تتركز في مشاريع ذات صبغة واحدة، إن لم تكن متشابهة.

هناك جانب آخر وهو أن هذه المشاريع لا تخضع للرقابة الصحيحة، أو المواصفات والمقاييس ، وهذا ما تؤكده الجهات المعنية، كما أنها لا تخضع لأية إجراءات من قبل الدولة إلا فيما ندر .

وعودة إلى بدء، فإن إستثمارات اليمنيين خارج الوطن أضحت تشكل مشكلة وبالذات على أولئك اليمنيين، الذين يعيشون أو يقيمون بالقاهرة، حيث يتم إستغلالهم، وبصورة كبيرة، خلافاً عن القوانين المعمول بها، في داخل ذلك البلد ، وهذا ما يعكس تلك السلوكيات السيئة، لأولئك الأشخاص الذين يمتلكون العقارات، والشقق والمحلات والمطاعم المتعددة .

فيما إن عملاً كهذا ، هو ما يلاحظ حقاً ، حيث يتم إستغلال اليمنيين ، وبطريقة فجة ومخالفة للقانون، وبالذات من حيث إيجارات السكن ناهيك عن إرتياد المرء لهذا المطعم أو ذاك حيث تجد فيه مغالاة إلى حد كبير .

 إذن أقول : أين الضمير والإنسانية لدى أولئك الأشخاص الذين يمتلكون تلك الإستثمارات ، حيث إنهم لا يحترمون أحداً ، سوى الفلوس عدى ذلك فلا وهذا ما يجعلنا أن نتساءل هنا :
هل السلوكيات أو القيم ، التي طرأت على مجتمعنا اليوم هي نتاج لتلك الحرب العبثية القذرة ، والتي يجري رحاها في اليمن ، أم ماذا ..؟
والله إنه لأمر غريب، حيث أضحى الإنسان لا يصدق ، ما يحدث أمامه، من لف ودوران، وإستغلال للناس، ومنهم أولئك المرضى الذين يأتون من اليمن، إلى القاهرة بغرض العلاج أو ما شابه ذلك .

المؤكد أن هؤلاء يصطدمون من الوهلة الأولى بواقع مرير وغير مألوف جراء تلك المعاملات السيئة من قبل بعض اليمنيين السماسرة، والذين ليس لديهم لا ضمير ولا وازع من ملة أو دين ، ولا إنسانية.

وترد الكثير من القصص عن أولئك السماسرة الذين يقومون بالتحايل ، والنصب على إخوانهم من اليمنيين وهذا ما يحدث فعلاً سواءً في إيجارات السكن ، أي التأجير عليهم للشقق ، أو أثناء مرافقتهم لأولئك المرضى، حيث يتم إستغلالهم وبصورة مجحفة، وربما هذا لا يصدق ولكن هذه هي الحقيقة، فيما نعرف بأن الحقيقة مُرة ، سيما في وسط واقع مؤلم ومتردي للغاية .

وبالتالي أمر كهذا ، يجعلنا نتساءل مرة أخرى :
أين هي القيم النبيلة ، والسلوكيات الرفيعة ، والمعاملات الإنسانية الطيبة ، من ما يحدث لأولئك اليمنيين المساكين ، في قاهرة المعز ؟
والله إنها لمأساة كبيرة .


Create Account



Log In Your Account