صفقة جديدة (حقيرة) للسلام بالمنطقة
السبت 27 يناير ,2024 الساعة: 03:37 مساءً

بعد أن فشلت كل المحاولات العدوانية الصهيونية القذرة، ومعها دولة الإستكبار العالمي، ودول الغرب الإستعماري، وحلفائهم بالمنطقة، من كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ومقاومتهم الباسلة.

أتفقوا على خلق أو وضع خطة ( صفقة جديدة حقيرة ) يقوم بالترويج لها ممثل المفوضية الأوروبية، غوريش بوريل، بالمنطقة لكي يحصل على الموافقة لها من قبل الدول العربية، بما فيها مصر، السعودية، الأردن، قطر، وغيرها، وذلك بهدف معرفة آراء ومواقف هذه الدول من الحرب في غزة.

بالوقت الذي علينا أن ندرك، بأن صفقة كهذه، هي عبارة عن ذر الرماد في العيون ، لكي يمرّر من خلالها الكثير من الأمور ، ومنها ماذا بعد وقف الحرب في غزة؟

وكيف سيتم إدارة هذا القطاع؟
ومن هي القيادة التي ستكون على رأس هذه السلطة؟

وبالقدر هذا لنا أن ندرك، بأن مسألة كهذه لا يمكن أن تمرر على قيادة المقاومة الفلسطينية ، وشعبها الصامد، في غزة، والضفة، ومناطق ٤٨ المحتلة، وبالتالي كان ينبغي من ممثل المفوضية الأوروبية، أن يلتقي ويتباحث أولاً مع قيادة المقاومة الفلسطينية، لإن هؤلاء هم أصحاب القضية، وليس غيرهم، ولكن للأسف الأمور تسير في صفقة كهذه بطريقة سافرة وفجة لإنها تنم عن مؤامرة جدجدة، ضد الشعب الفلسطيني، ومقاومته الصامدة، التي تقود هي اليوم حرباً ضارية، مع العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، وكذا أراضي عربية أخرى.

فيما نعرف تماماً، بأن أموراً كهذه لا يمكن أن تنطلي على كل صاحب ذي بصيرة ويقين، لإن اللعبة كبيرة وقذرة، من قبل دوائر الإستعمار، الجديد، القديم، والذي لايزال يعمل ويخطط، على السيطرة والإحتواء، لكل المنطقة العربية، بما فيها أجزاء من إفريقيا، وآسيا، وإلخ.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر ، فإن المقاومة الفلسطينية لها حتى الآن حوالي ١١١ يوماً.. وهي تواجه أعتى قوة ظالمة ومجرمة صهيونية أمريكية، ومعهم دول الغرب، وأذيالهم المطبعين بالمنطقة.

وعلى هذا السياق، لنا أن نتساءل، كيف يجوز لممثل المفوضية الأوروبية، أن يجرؤ على وضع صفقة جديدة (  حقيرة  ) للسلام بالمنطقة، في حين أن إتفاقيات السلام السابقة، لم تطبق أو تنفذ، والتي كان من ضمنها إتفاقية العام ١٩٩٠ م في مدريد، إسبانيا.. وإتفاقية العام ١٩٩٣ م في أوسلو، النرويج.. بين السلطة الفلسطينية آنذاك، وكيان العدو الإسرائيلي، ومجرميها.

إذن نقول، ما الذي تمخض عن هاتين الإتفاقيتين، لا شيء، ومن ذلك كان يتعلق بالإنسحاب الإسرائيلي الكامل، من أراضي عام ٦٧ م، ولكن للأسف أياً من هاتين الإتفاقيتين، لم تنفذا كما أشرنا سابقاً، بقدر أن العدو الصهيوني تمادى أكثر، في عنجهيته وغروره، وعمل حينها على التوسع بالمستوطنات، وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، ناهيك عن القتل والتشريد المستمر لهم.

وهذا فعلاً ما حدث، للمناطق الفلسطينية منذ الإحتلال لها في العام ٤٨ م وحتى عام ٦٧ م وهكذا تسير الأمور بطريقة مخيفة وغير واضحة، وبالتالي كان يستوجب على ضوء هذه المجريات الجديدة ، أن يعي أولئك العرب، وكذا أن يأخذوا من تلك العبر والدروس الماضية، من إنه لا تفاوض مع هذا العدو الغاشم، وزبانيته الأمريكان والغربيين، وحلفائه المنبطحين والمطبعين بالمنطقة، إلا بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وإستعادة أراضيه لعام ٦٧ م ، بالإضافة إلى مرتفعات الجولان السورية، ومزارع شبعا، وكفر شوبا اللبنانيتين.

أما غير هذا فلا يمكن ، لإن القرارات الأممية واضحة، وصريحة، ومنها القراران ٢٤٢ و ٣٣٨، واللذان يشيران بالإنسحاب الإسرائيلي إلى ما بعد ال ٤ من يونيو ٦٧ م وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، ولكن بسبب التعنت الإمريكي القذر، وإتخاذ حق الفيتو في مجلس الأمن لم ينفذا هاذين القرارين، ناهيك عن القرارات التي أصدرت، بعدها أيضاً لم تنفذ، بسبب الفيتو الأمريكي الوقح.

وهاهي المؤامرة، أو الصفقة الجديدة الحقيرة، تلوح في الأفق ملوحةً بصفقة سلام جديدة، تطلب من العرب على أن إن يطبّعوا جميعهم مع إسرائيل، وفتح سفارات وتبادل تجاري معها، وإلى آخر من تلك الأمور المخفية من وراء الكواليس، والدهاليز المظلمة، والتي تطبخ فيها المؤامرات الامريكية، الغربية، الإسرائيلية، مع حلفائهم المطبعين بالمنطقة، والهدف من وراء كل هذا التهريج، والبلبلة، هو إخراج العدو الصهيوني ومعه الإمريكي والغربي، من هذه الورطة، لكي تظل إسرائيل واقفة على رجليها وحامية حما المصالح الإمريكية الغربية، والتضييق على النفوذ الصيني الروسي، بمنطقة الشرق الأوسط.

وفي الأخير أقول، بأنه ينبغي على الفلسطينيين شعباً ومقاومة وأحزاباً وفصائل من الوقوف والثبات ميدانياً، للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، من قبل أذيال الإستعمار، وعملائه بالمنطقة، بقدر ما نقول بأن النصر آتٍ بإذن الله، اليوم أو بالغد، وإن غداً لناظره قريب.


Create Account



Log In Your Account