مخاضات مرحلية، مرحلة..
السبت 01 فبراير ,2020 الساعة: 05:13 مساءً

باعتقادي الشخصي يعتبر فتح مطار صنعاء ومنحه بعض التسهيلات من قبل التحالف العربي من ضمن سيناريوهات ترتيبات الحل السياسي في اليمن لكنها ربما لن تكون نافذة لاحتقانات اللحظة الأخيرة في جبهات نهم ومأرب والجوف وفي غيرها فالتحالف لم يحسب حسابات الموقف الخاص للشرعية اليمنية والجيش الوطني الذي قد يكون اختلف ربما كنتيجة  لمستجدات الأحداث الأخيرة إلا إذا كان ذلك الموقف الشرعي جزء من مشروع التحالف السياسي ولكن هذا بقدر أهميته القصوى إلا أنه بأمس الحاجة للمزيد من الشفافية والتوضيح أكثر للرأي العام في الداخل والخارج وبغيره ستكون أغلب الأمور ضبابية ومعقدة.

وهنا على الرئيس هادي أن يضعنا في صورة ما يجري في الكواليس وعلى المؤسسات الدستورية كالبرلمان وكل القوى عسكرية وسياسية واجتماعية أو أخرى ترقية مواقفها لترشيد أدوارها كتأكيد لتأييد داعم لموقف الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا ويأتي هذا بمثابة استفتاء، أما أن قضايانا وطنيا ومصيريا تدار بصورة مغلقة بعيدا عن تفاعل النخب اليمنية هذا قد يفتح ذلك أبوابا عدة للتشكيك وإثارة الجدل وتغلق أبوابا عدة للتفهم والشفافية وغيرها لكن من الأهمية الحربية هنا التكتم على أسرار عدةة تتعلق بتراجيديا الحرب الوطنية ضد الانقلاب وهو من أهم القرارات التكتيكية لقيادة التحالف الشرعية ولكنها قرارات ستكون منقوصة إذا تم تجاهل قيادات العمل السياسي من تعتبر جزء مم فريق إدارة الأزمة بالبلد والتي عليها تجديد مشاريعها سياسيا بأهم الجزئيات المتعلقة بهمزة الوصل بالوعي العام بين كل أفرادها وباهتمام مسئول لتهئية المناخ للمرحلة السياسية القادمة أما أن تترك الحبل على الغارب لن يحصل أي انتقال تلقائي وعكس ذلك سيتأخر التوجيه الحزبي الذي لن يكون له صداءات جادة ربما يتسبب بفجوات داخل الأجندة الحزبية، لماذا نتحدث عن الأحزاب ؟ لأنها وجه العمل السياسي وهي كواجهة لحراك مدني مساند للدولة الشرعية وبغيره قد يتأخر الحل وهو الذي ربما يغفله التحالف بل ويرفضه الانقلابيون.

أكرر اعتقادي بأن القوى السياسية الآن بصدد إعداد نماذج لمشاريعها السياسية القادمة وهذا لا شك فيه باعتبارها الحامل الموضوعي ومؤسسات تأهيل مدنية وحاضنات سياسية أنموذجية مهمتها أولا ترشيدية توعوية كما هي رقابية على أداء الحكومات اليمنية سواء الحالية أو التي ستأتي مستقبلا، ومهمتها أيضا تتمحور في وضع محددات المشروع الوطني الجامع جنبا إلى جنب مع المؤسستين السياديتين في البلد الرئاسية والدستورية ممثلة بالبرلمان، فمن واجب هذه الأحزاب السياسية توحيد رؤيتها التي لا ترتبط باستراتيجيات المرحلة حاليا والقادمة بل بتنافسها المسئول لحماية السيادة الوطنية بإيجابية ضامنة لحمايتها هي وحماية مشاريعها ضمن مشاريع العمل السياسي العام خوفا من أي عمليات لتجريف سياسي تبدو في الأفق، فمهمة هذه الأحزاب بقدر صعوبتها إلا أنها ضرورة ليطير طائر اليمن والمشروع الوطني بجناحين سليمين.

سنناشد أحزابنا السياسية البدء بصياغة تصوراتها لرسم خارطة طريق لإعادة بناء الثقة تمهيدا للذي سيكون ضمن مشروع مصالحة وطنية وسيكون لهذه المكونات السياسية شرف تحويله واقعا إلى المشروع الوطني الثابت لا يتغير بأي حال من الأحوال.

البلد بحاجة لاستنهاض كل القوى عسكريا وسياسيا واجتماعيا لحمايتها من السقوط الأخير بأيدي تلك السلالات الانقلابية الهمجية التي باتت تمثل أجندة لقوى خارجية وهذا بارز للعيان لا يحتاج لأي تأكيد كدليل مادي ففي هذه اللحظات تبث قناتهم المسيرة ما أسمته عملية البنيان المرصوص عن تفوقهم في إسقاط فرضة نهم بأيديهم وربما غدا ستبث غيرها وهكذا حتى تسقط كل اليمن تحت سيطرتهم ونحن نبحث عن مثاليات سياسية في محافظاتنا المحررة والتي أصبحت تشكوا من تبايناتنا النخبوية بصورة ليست طبيعية فالحذر أن نظل على هذا الوضع الذي سيكون ضمن أسباب هزيمتنا فالعدو الحوثي يتربص على الأبواب ولكن الله غالب على أمره.


Create Account



Log In Your Account