قبل أن تسقط عاصمة "سبأ"
الخميس 02 أبريل ,2020 الساعة: 12:51 مساءً

ماذا يعني أن تتصدى قبائل مأرب ببسالة للمليشيا الحوثية في الكثير من المعارك، في وقت تتساقط الكثير من معسكرات "الشرعية" بيد هذه المليشيا؟.

 

ألا يكشف هذا أن قادة هذه المعسكرات تحت قيادة حزب الإصلاح، الذي يدين بالولاء للسعودية، ولأكثر من دولة إقليمية، يتاجر بتضحيات المئات من المقاتلين الذين يستشهدون في الجبهات، ومنهم الكثير من أعضائه ؟!.

 

ليس معقولاً أن تتصدى قبائل إقليم"سبأ" بأسلحة متواضعة لمليشيا الحوثي، وتحقق انتصارات بطولية في أكثر من معركة، فتنقلب الآية في انتصار الحوثي على عشرات الألوية العسكرية المدججة بمختلف الأسلحة الحديثة..!!

 

أليس في الأمر ما يشيب الرأس، ويدعو إلى غضبة عارمة تعم ربوع الوطن، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى سقوط "الجوف"، ولمطالبة القيادات العسكرية بمصارحة الشعب بشفافية، عن الأسباب التي أدت إلى سقوط المحافظة، وبوجود الآلاف من مقاتلي قوات الشرعية.

 

أما أن تسقط محافظة تلو أخرى، دون أن معرفة أسباب سقوطها، فهذا يكشف عن لعبة تحركها الأطراف المسيطرة حزبياً على العمليات الحربية، وفي مقدمتها حزب الإصلاح، الذي يعد الجنرال علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية، مسؤول جناحه العسكري، والمتحكم بالقرار العسكري، والذي كلما سقطت محافظة، تلو الأُخرى، دفع بناشطيه المفسبكين إلى إلقاء اللائمة على ما يسمونه "خذلان طيران التحالف العربي" في لغة مثيرة للتدليس.

 

لا مجال للهروب من حقيقة تآمر القيادات العسكرية، والسياسية في حزبي الإصلاح، والمؤتمر الشعبي، على الشرعية. إذ لا فرق بينهما، ومليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وليتذكر كل من صار مرتهناً للتحالف، ويعيد قراءة عبارة للكاتب الصحفي، خالد سلمان، المقيم في لندن، :"حين تغسل يدك من مال التحالف، وتسميه بالغزو والعدوان، أنت في المكان الصواب. حين تهاجمه ويدك ملوثة بماله، فأنت أكثر ارتزاقاً وارتهاناً واتساخًا".

 

على "الإصلاح"، إن كان جاداً في استعادة الشرعية، فلا بُدَّ أن يسارع قبل أي وقت مضى إلى فك الارتباط السياسي، والعسكري، بالمملكة السعودية. وإذا ما فعلها، وأعلن النفير العام، لقتال مليشيا الحوثي، سنقاتل معه من يوم غد، شبراً شبرًا.

 

أتحدث عن كوني أحد المؤمنين بـ" المقاومة" منذ الطلقة الأولى، وسأظل، كغيري، ممن ظلوا، ولايزالون، عند حسن ظنهم بالله بانتصار اليمن على كافة مشاريع الاستبداد السلطوي.

 

فأحرار اليمن، قادرون على زلزلة الأرض تحت أقدام أجنحة المؤتمر، والإصلاح، العسكرية، والسياسية، وجماعة الحوثي، ووأد وصاية قوى الهضبة الزيدية عن البلاد.

-------

المقال خاص بموقع "الحرف 28".


Create Account



Log In Your Account