العداء الوهمي بين السعودية والحوثيين
الإثنين 29 مارس ,2021 الساعة: 08:05 مساءً

تقف السعودية أمام الشرعية، وخلف مليشيا الحوثي السعو إيرانية، فخلال ست سنوات حاصرت السعودية الشرعية وصادرت قرارها وإرادتها وأقصت كوادرها الوطنية، ورجالها المخلصين، اختطفت الجنوب وتقاسمته مع الإمارات، وأنشأت مليشيات تابعة لها وسلحتها بأحدث الأسلحة لتقف ضد الشرعية وتقوض أي محاولات لإعادة بناء مؤسسات الدولة.

سيطر الحلفاء المخادعون على المطارات والموانئ والمنشآت النفطية وعطلوها وحولوها إلى ثكنات عسكرية وسجون ومعتقلات لكل الشرفاء والأحرار الذين يرفضون التماهي مع مخططات السعودية والامارات في تقويض الدولة اليمنية وإجهاض شرعيتهم ولا يقبلون خداع شعبهم وخيانة وطنهم.

تلاعبت السعودية وحليفتها بعاصفتهم، وبالحرب ومجريات المعارك ونتائجها واستنزفت مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة بمختلف السبل.

خذلوا مقاتلي الجيش الوطني و حاصروه ومنعوا عنه الأسلحة النوعية وقطعت رواتب مقاتليه، ومنع تزويدهم بمعظم ما تحتاجه الجيوش لخوض المعارك،  وتشارك معه بعض الأذناب الذين فرضتهم السعودية وحليفتها الامارات في صف الشرعية ليعملون من داخل كيان الشرعية ضدها.

في المقابل تبنت السعودية موقف عدائي معلن ضد مليشيا الحوثي ونفوذ ايران المتمدد في المنطقة،  واعلنت الحرب عليهم ، هذا ما ظهر في العلن وفوق الطاولة، لكنها استمرت في تواصلها مع قيادات مليشيا الحوثي واستمر دعمها لهم في الخفاء.

وفي الواقع تشاركت معهم ومع ايران تحريك خيوط اللعبة وتمريرها ، وإدارة الحرب وتوجيهها باتجاه اضعاف الشرعية وتقويضها.

وترسخ نفوذ الحوثيين في شمال البلاد ، وترسيخ وجود مليشياتهم في جنوبه.

وتقويض الشرعية ، ومحاولة اختزال شرعية اليمنيين في معين عبد الملك الغلام الحالي للسفير السعوي محمد آل جابر . ولكي لا يكتشف الناس حقيقة ما يجري، تم تزويد مليشيا الحوثي بالصواريخ والطيران المسير  بعضها ايرانية الصنع وبعضها الآخر صينية وامريكية ، لتطلقها مليشيا الحوثي ضد المملكة العربية السعودية ، تلك الهجمات بما فيها التي اصابت اهدافها بدقة،  لا تعدو عن كونها مناورات متفق عليها مسبقا من قبل الطرفان، لاستمرار ظهور الطرفان كخصوم حقيقين ، ولكي يعتقد الناس أن كل واحد منهم لا يتردد في النيل من الآخر لو أتيحت له فرصة الظفر به.

والحقيقة أن غارات تحالف السعودية والامارات رغم كثرتها لم تنال من مليشيا الحوثي، ولا هجمات الحوثيين وصواريخهم الايرانية الصنع ستقوض الدولة السعودية.

لكنهما "السعودية والحوثي" معا استطاعوا الظفر باليمن، والنيل من شرعيته، والتلاعب بالإرادة الشعبية وتشتيت قواها وتجزئتها واذكاء الخلافات وزرع الاحقاد والضغائن بين اليمنيين.

بعد أن اختطفوا عاصمته المؤقتة ومنعوا رئيس الجمهورية من العودة إلى بلاده وفرضوا عليه الإقامة الجبرية في الرياض.

وبعد ست سنوات من العاصفة التي أ طلقتها السعودية تحت شعار مواجهة ايران واذنابها وضرب المشروع الإيراني واذرعه بحزم.

إلى جانب إعلانهم دعم عودة الشرعية ومساندتها لاستعادة العاصمة صنعاء وبسط نفوذها وسيادتها على كافة الأراضي اليمنية.

تقف الحقائق راسخة على الأرض لتقول أن السعودية وحليفتها الإمارات نجحوا مع حليفهم السري "مليشيا الحوثي الإيرانية" في اغتصاب اليمن وتقاسمه أو تقسيمه.

فأخذت السعودية والامارات الجنوب وتقاسموه بينهم.

وتلاعبوا بمجريات الحرب ووجهوها بما يخدم مليشيا الحوثي وايران، ويعزز تمكينهم من ترسيخ نفوذهم في الشمال، فجميعهم عملوا ويعملون بدأب ومكر على إضعاف الشرعية والتخلص منها ، كون الشرعية هي العائق الوحيد أمام تقسيم اليمن وتقاسمه بين المليشيات التابعة لإيران والسعودية والامارات كقوى إقليمه، والقوى الإقليمية هي الاخرى أدوات تخدم القوى الاستعمارية وفي مقدمتهم بريطانيا وامريكا وفرنسا واسرائيل وروسيا.

ومن يتأمل مجريات الأحداث خلال ثلاثة عقود مضت، يدرك كيف تشارك المستعمرين وأدواتهم في إبادة العرب وتدمير أوطانهم وهدم مدنهم التي يمتد تاريخها لآلاف السنيين ، من أجل نهب ثروات خيرات المنطقة ، وبدوافع خرافات عقائدية تحرض معتنقيها على ابادة العرب واستعمار بلادهم .

وكما فشلوا في الحقب الماضية من التأريخ، سيفشلون هذه المرة، وسيحيق مكرهم السيئ بهم، ثم يغلبون.


Create Account



Log In Your Account