أكتوبر .. فعل لا ينتكس
الإثنين 14 أكتوبر ,2019 الساعة: 09:26 مساءً

قهر قلبي عليك يا أكتوبر المجد والكرامة ..

بعد نحو ستة عقود هناك من يحاول التنازل عنك استرضاء للآخرين أو محاولة بيعك ،هروبا وتزلفا، وهناك من يحاول المتاجرة بك بشعارات براقة وخطب رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، تحقيقا لمآرب ذاتية ..

 

أكتوبر يظل عنفوان شعب وأيقونة ثورة تحررية، مهما حاول المرجفون السعي لاستنقاص أهميتها وفعلها المتجذر في حياة الناس البسطاء، الذين أخرجهم فعل الثورة من مستنقعات التخلف والأمية والجهل والمرض، إلى رحاب مستقبل وضاء تحققت خلال مراحله ، رغم كثرة المؤامرات، الكثير والكثير من قيم العدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية والأمن والإستقرار والحياة الكريمة .. قبل أن ينتكس حلم مواصلة مشروعها المنشود ويقع في براثن سنوات التهميش ومحاولة الإلغاء.

 

إن ما نراه اليوم من محاولات حثيثة من البعض، الذين ارتبطوا بعجلة الإستعمار، من محاولة إفراغ ثورة 14 اكتوبر من مضمون فعلها، ومحتوى أهدافها، إنما هم واهمون لأن ( ما ينفع الناس يمكث في الأرض ) .

 

واكتوبر فعل نفع ، ولا زال أثره ومحتواه ومضمونه نافعا للناس ..وإن نبتت بعض الطحالب على بعض جوانب ينبوعه، فلا يعني موته أو هلاكه، بل هو سحابة صيف ستنقشع حتما، لينبلج الفجر مواصلا رحلته لتحقيق غايات وأحلام الناس البسطاء الذين ربطوا مصيرهم به، بعيدا عن ذوي العاهات المستديمة أو الناشئة حديثا.

 

وإنه لمن المناسب القول وتوجيه العتب واللوم على قيادات وهامات أكتوبر، وكل من أسهم في تفجير شرارته واستمرار إيقاد وهج شعلته، من الصامتين خوفا أو انكسارا أو هروبا، أن ينفضوا عن أنفسهم وعقولهم تلك المعيقات، ليشكلوا سياجا حاميا وسراجا يضيء للناس والأجيال التي لم تشهد ذلكم الفعل لأن السكوت عن الحق جريمة.

 

لك المجد يا أكتوبر، ولشهدائك الخلود والسلام والسكينة، ولصناعك وصانعي رحلتك وحراسك المحبة دوما.. ودمت لنا وهجا لا ينطفيء .


Create Account



Log In Your Account