وفد أمريكي يزور تركيا وقوات روسية تملأ فراغ انسحاب واشنطن من سوريا
الأربعاء 16 أكتوبر ,2019 الساعة: 08:23 مساءً

ووصل روبرت أوبراين، الذي تولى منصب مستشار الأمن القومي منذ شهر، إلى تركيا للقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء قبيل محادثات يوم الخميس بين مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وفقاً لوكالة رويترز.

 

وتحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتواء تداعيات قرار أردوغان إرسال قوات الأسبوع الماضي لمهاجمة قوات كردية سورية كانت الحليف المقرب لواشنطن.

 

وأكد أردوغان مجددا أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وهدد بإلغاء زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل بسبب ما أظهره مسؤولون أمريكيون من ”عدم احترام بشكل كبير جدا“.

 

كما ندد بقرار الولايات المتحدة توجيه اتهامات جنائية لبنك حكومي تركي لمزاعم انتهاكه للعقوبات على إيران، واصفا القرار بأنه ”خطوة غير قانونية وبشعة“.

 

وأجبر الهجوم التركي، الذي بدأ بعد اتصال هاتفي بين أردوغان وترامب، واشنطن على التخلي عن سياسة تنتهجها منذ خمس سنوات وعلى سحب قواتها بالكامل من شمال سوريا.

 

وتسبب الهجوم التركي أيضا في أزمة إنسانية إذ دفع نحو 160 ألفا من المدنيين للفرار مما يثير تساؤلات بشأن مصير الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المحتجزين في سجون كردية. كما أثار الهجوم غضب بعض الجمهوريين الأمريكيين الذين اتهموا ترامب بالتخلي عن حلفائه.

 

وسارعت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وإيران، خصما واشنطن، إلى ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الأمريكية بالتقدم في الأراضي التي كانت تقوم تلك القوات بدوريات فيها.

 

وأعلنت واشنطن فرض مجموعة من العقوبات على تركيا يوم الاثنين لكن منتقدي ترامب قالوا إنها أضعف من أن تحدث أثرا.

 

وبعد أربع وعشرين ساعة كُشف النقاب عن اتهامات وجهها الادعاء الأمريكي لبنك خلق التركي الذي تملك الحكومة أغلب أسهمه لمشاركته في مخطط يشمل مليارات الدولارات لتفادي العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

وتقول واشنطن إن القضية لا صلة لها بالسياسة. فيما يقول بنك خلق إنها جزء من العقوبات المفروضة على تركيا.

 

* ”استعراض القوة“ الأمريكي

أدى التقدم التركي وحاجة واشنطن لإجلاء قواتها بسرعة إلى وضع الولايات المتحدة وتركيا، العضوان في حلف شمال الأطلسي، على شفا مواجهة مباشرة في ساحة القتال. وشكت واشنطن من إطلاق نيران مدفعية تركية قرب قواتها.

 

وقال مسؤول أمريكي إن طائرة مقاتلة أمريكية قامت ”باستعراض للقوة“ فوق مدينة كوباني الحدودية بعد اقتراب مقاتلين مدعومين من تركيا من القوات الأمريكية المتمركزة هناك.

 

وقال بنس إن أردوغان وعد ترامب في اتصال هاتفي بأن تركيا لن تهاجم كوباني، وهي مدينة حدودية ذات أهمية استراتيجية باعتبارها أول مكان تمركزت فيه القوات الأمريكية لدى إرسالها لمساعدة الأكراد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي ارتكب مذابح ضد الأكراد في 2014.

 

وقال أردوغان للصحفيين في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إنه لم يحنث بوعده. وأضاف ”تعليق السيد ترامب على كوباني كان ’لا تضربوا هناك‘ قلنا إننا قمنا فقط بعملية تطويق هناك“.

 

في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الحرب في سوريا المستمرة منذ ثمانية أعوام، يوم الأربعاء إن قوات روسية عبرت نهر الفرات بشمال سوريا ووصلت إلى مشارف مدينة كوباني.

 

وذكرت قناة الميادين اللبنانية أن قوات سورية بدعم من روسيا ”ثبتت بعض نقاط المراقبة“ في مدينة الرقة التي كانت ذات يوم معقل ”دولة الخلافة“ التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية ثم سيطر عليها الأكراد عام 2017 في ذروة حملتهم على المدينة بدعم من الولايات المتحدة.

 

وأمس الثلاثا، أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، انسحاب قواته من مدينة منبج السورية. وذلك بعد يوم اعلان واشنطن سحب نحو ألف جندي أمريكي من شمال سوريا

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قالت الثلاثاء، إن قوات النظام السوري دخلت مدينة منبج، لافتة إلى أن وزارة الدفاع الروسية ونظيرتها التركية تجريان اتصالات تنسيقية بينهما للتحركات العسكرية في المدينة.

 

وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إلى أن القوات الأمريكية غادرت منبج واتجهت نحو الحدود العراقية.

 

ولفتت إلى أن الشرطة العسكرية الروسية سيّرت دوريات على طول خط التماس شمال غرب منبج.

 

والأربعاء الماضي، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرقي نهر الفرات شمال سوريا، في مواجهة الوحدات الكردية المسلحة، وسعيا لإنشاء "منطقة آمنة" والعمل على عودة اللاجئين السوريين إليها.

 
المصدر: وكالات


Create Account



Log In Your Account