السبت 17 أكتوبر ,2020 الساعة: 08:19 مساءً
شعارات "شكرا" التي انتشرت في شوارع عدن وبعض المحافظات المحررة كشفت الان عن مأزق خطير.
لم تعد تلك الشعارات التي تدبجتها جهات معينة تثير اية تطلعات او بشائر لدى المواطنين بل صارت عبئا ثقيلا عليهم لقد مرت السنوات مسرعة دون ان يتحقق شي من تلك الشعارات ولم يعمل اصحابها شيئا لعدن على الاقل عرفانا بالجميل الذي قدمته المدينة في سبيل التحرير وحماية المنطقة من توسع المشروع الايراني.
مايزال اليمنيون يلوكون الشعارات منذ فجر الثورات الاولى سبتمبر واكتوبر الي اليوم ولم تتحقق تطلعاتهم في دولة وطنية حقيقية حتى مشروع الوحدة انتج من الشعارات الكثير قبل ان تؤثر فيه حرب 94 التي حاولت قتلة الي الابد الا انه ظل حيا يقاوم.
بعد تحرير عدن من الغزو الاخير ظن اليمنيون انه ستنفتح عليهم ابواب الخير وسوف تتقاطر عليهم المشاريع من كل مكان وان عدن ممكن ان تتحول الي دبي جديدة لكن ما حدث كشف ان الشعارات كانت اكبر من الحلم والواقع وبدل ما تظل عدن كما هي تدحرجت كرة الثلج لتتحول الي مدينة بائسة جدا هجرها الكثير من سكانها ويعزف اخرون عن التوجه للاقامة فيها بسبب سوء الخدمات وفقدان الامن..
وكل تلك الدوشة التي اثارها التحالف والابواق المنتفعة منه كانت جعجعة بلاطحين.
الي اليوم ما تزال مؤسسات التحالف الاغاثية تعمل في الاغاثية الاولية ومنذ ست سنوات وهي توزع التمور والطحين وطلاء المدارس ولم تنتقل بعد للاعمار والتنمية.
شكرا امارات الخير ..شكرا سلمان.. اعادة الامل ..كلها شعارات فارغة لم تسفر عن شي فالناس بدون مرتبات لاشهر والمدينة تعاني من ازمة طاقة وفقدان مياه الشرب وماتزال اثار قصف الطائرات ماثلة للاعيان اينما وليت وجهك.
شعارات فارغة.. في بلد بلاسلطة ولاقيادة وطنية وتسير فيه الامور بالبركة وكل يوم يصحوا الناس على مشكلة وازمة جديدة ..ومنذ مايزيد على مئة يوم يخيم رجال الجيش الجنوبي السابق امام مقر التحالف للمطالبة بمرتباتهم المتاخرة ولا احد يلتفت لهم لان الحلفاء الجدد يريدون يستبدلون الجيش بالمليشيات وهذا ما يحدث.
التحالف والشعارات الفارغة التي شبع منها الناس وباتوا يدركون ان الهدف منها هو تخديرهم للحصول على نفوذ اكبر للسيطرة على مناطق النفوذ الهامة في البلاد وهذا ما يحصل الان وبالمكشوف والله المستعان.
باسم فضل الشعبي